توقع فرنسا رسميا غداً الاثنين اول عقد بيع لتصدير طائرات رافال فخر صناعاتها الدفاعية الى مصر، ويتوجه وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الى القاهرة لحفل التوقيع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويشمل العقد المقدرة قيمته ب 5,2 مليارات يورو بيع 24 طائرة رافال الى مصر من انتاج شركة داسو للطيران، وفرقاطة متعددة المهام تصنعها مجموعة الصناعات البحرية (دي سي ان اس) اضافة الى صواريخ من انتاج شركة ام بي دي ايه. وقد انجزت الصفقة خلال اقل من ثلاثة اشهر بعد ان عبر الرئيس المصري عن نيته في شراء عتاد عسكري فرنسي. واكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "مع مصر جرت الصفقة بسرعة كبيرة"، مضيفاً "اولا لان مصر تريد طائرة على درجة عالية من الجودة" و"بسرعة نظرا الى التهديدات القائمة حول هذا البلد". وتعتبر القاهرة التي تواجه عند خاصرتها الشرقية هجمات إرهابيي "داعش" وعند خاصرتها الغربية الوضع المتفجر في ليبيا، انها بحاجة لطائرة قتالية فعالة لتعزيز قدراتها العسكرية. وقال هولاند الخميس في بروكسل "في الظرف الحالي من المهم جدا ان تتمكن مصر من التحرك من اجل ضمان الاستقرار والامن". واضاف "ان الامن ضروري أيضاً نظراً الى الحدود المشتركة لمصر مع ليبيا ومكافحة الارهاب ونظراً لما يحصل ايضا في سيناء". وبإتمام هذه الصفقة تدشن مصر مرحلة جديدة في تنويع سلاحها وتوجه بذلك رسالة ضمنية الى واشنطن مفادها انها لن تحتكر تسليح الجيش المصري ولن تستطيع "ابتزازها" سياسيا، كما يرى خبراء. وقال اللواء متقاعد محمد مجاهد الزيات مستشار الامن القومي في المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط في القاهرة ان عقد شراء المقاتلات من طراز رافال "يحمل رسالة ضمنية للولايات المتحدة بأن مصر لن تعتمد على واشنطن ولن تخضع لها وحدها في التسليح". وأضاف ان "التعاون العسكري بين القاهرةوواشنطن لا يسير في مساره الطبيعي منذ فترة طويلة. القاهرة تخضع لابتزاز اميركي لتحقيق اهداف سياسية اميركية واميركا لها رؤية مغايرة لهيكلة الجيش المصري". وتابع ان الولاياتالمتحدة تعترض على عقيدة الجيش التي لا تزال تقوم على ان "اسرائيل هي العدو الرئيسي له". ويرى احمد عبدالحليم العسكري المتقاعد والرئيس السابق للجنة الامن القومي في مجلس الشورى المصري ان "تنويع مصادر السلاح والتكنولوجيا التي يحصل عليها الجيش المصري بشكل عام لا يعطي فرصة لاي دولة لاحتكار او ابتزاز السياسة الخارجية لمصر". ويتابع ان "مصر لا يمكن ان تظل اسيرة للرؤى الاميركية خاصة مع التجاذب السياسي الاخير". ويشير عبد الحليم الى ان "مصر سيكون لديها اسلحة من الولاياتالمتحدةوفرنساوروسيا وربما الصين وهذا تنوع جيد للغاية". لكن الولاياتالمتحدة اكدت مساء الجمعة انها لا ترى اي مشكلة في صفقة بيع مقاتلات رافال الفرنسية بين باريسوالقاهرة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان "مصر بلد يتمتع بالسيادة. انه يقيم علاقات مع دول اخرى كما يقيم علاقات مع الولاياتالمتحدة. لدينا علاقتنا الخاصة على صعيد الامن ولن اقول تاليا ان هذا الموضوع يثير قلقا هنا". وردا على سؤال عما اذا كانت واشنطن تخشى ان تستبدل القاهرةالولاياتالمتحدةبفرنسا او روسيا على صعيد التسليح، قالت بساكي "حتما لا اعتقد اننا ننظر الى الامور بهذه الطريقة". وعبر العقود الثلاث الاخيرة كانت الولاياتالمتحدة هي المورد الرئيسي للسلاح المصري.