لم يأتي إنجاز الأهلي الذي حققه أول من أمس بحصوله على كأس ولي العهد من الطريق السهل، فطريق الفريق الأهلاوي في البطولة كان صعباً، حينما واجه «البطل» النصر و«الوصيف» الهلال في نصف النهائي والمباراة الختامية، إذ نجح في تجاوز النصر بهدفين في مقابل هدف، وبالنتيجة ذاتها كسب الهلال في الختام. الأهلي ظفر بأول نسخة من «كأس ولي العهد» تحمل أسم ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، فهو يعد أول فريق يظفر بهذه البطولة في نسختها الأولى عام 1957. كانت هناك أسباب عدة لتفوق الأهلي في نهائي الكأس أول من أمس، منها الروح العالية التي ظهر بها اللاعبون في شوطي اللقاء، التي تجلّت بعد تصدي الحارس البديل ياسر المسيليم لركلة الجزاء التي أحتسبها الحكم تركي الخضير للهلال وطرد على إثرها حارس الأهلي عبدالله المعيوف، إذ أسهمت في توليد قوة وحماسة إضافية في خطوط الفريق للاستمرارية في المضي قدماً نحو كسب المباراة. كما كان لحضور المدافع الشاب، معتز هوساوي اللافت سبباً في تفوق الفريق الأهلاوي، فحضوره النشط يعد نقطة تحول في المباراة، عندما نجح في تعزيز تقدم فريقه بتسجيله للهدف الثاني في الشباك الهلالية. كذلك كان دور المدرب السويسري كريستيان غروس الفني مهماً في المواجهة الكبيرة، فاستطاع قراءة المباراة بصورة جيدة والتعامل مع مجرياتها، على رغم حال الإرباك والاهتزاز التي كان عليها أداء فريقه مع بداية الشوط الأول، خصوصاً في خط الدفاع، إذ تمكن المدرب من ترتيب صفوف الفريق والسيطرة على الأخطاء الفردية. ومن الأسباب التي كانت خلف تفوق الأهلي، الإعداد النفسي والمعنوي للاعبين من إدارة النادي، خصوصاً من جانب عضو الشرف الأمير فيصل بن خالد بن عبدالله، الذي كان مكلّفاً من رئيس النادي الأمير فهد بن خالد بمهمة الإشراف المباشر على الفريق، فقد تمكن الأمير فيصل من تهيئة اللاعبين للمباراة بدءاً من التدريبات التي أقيمت في جدة، ومروراً بمقر إقامة الفريق في إحدى فنادق العاصمة الرياض وصولاً إلى المباراة في إستاد الملك فهد الدولي، وذلك من خلال عزل اللاعبين عن الإعلام والجماهير.