فيما تُعدّ السعودية من أكثر البلدان نشاطاً في مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى المنطقة، فنّد الدكتور فايز الشهري مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى سبع فئات بين مؤدلجين وأصحاب قضية، وآخرين يمثلون السواد الأعظم صامتين أو أتباعاً يضعون أنفسهم مدافعين عن الفئات الأكثر شعبية أو إثارة للرأي العام، في حين أكّد المتخصص التقني الدكتور جلال المهتدي أن سوء استخدام المواقع التقنية من المحتمل أن يكون سبباً لحوادث جرائم أقلها «السرقة». وجاء حديث المتخصصين التقنيين في ختام المؤتمر الوطني ال20 «الشبكات الاجتماعية والأمن الفكري»، الذي نظمته جمعية الحاسبات السعودية في الرياض أمس، الذي ناقش العديد من القضايا المُتعلقة باستخدام المجتمع السعودي لمواقع التواصل الاجتماعي، وعرض خلالها بحوثاً ودراساتٍ علمية في مجال الإعلام الجديد. وأشار متخصص الإعلام الجديد الدكتور فايز الشهري خلال جلسات المؤتمر إلى أن من يدعي المثالية من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي سيتلقى صدمة مجتمعية، مصنفاً المشاركين في الشبكات الاجتماعية إلى 7 أقسام، وواصفاً النسبة الكُبرى من مستخدميها ب«الصامتين». وأوضح الشهري أن النساء والمراهقين يمثلون خط الدفاع الأول للمشاهير في هذه المواقع، واصفاً إياهم بالاتباع، مضيفاً: «فيما تتفاوت الفئات الأخرى بين مؤدلجين يسعون خلف قضيتهم أو نفعيين يسعون لتحقيق منافع مادية أو غيرها من خلال هذه المواقع». وتحدث عن فئة جماهيرية أخرى يقودها من أصبحوا رموزاً، عاداً إياها الأكثر نشاطاً في هذه المواقع، إضافة إلى فئتي «الصيادين» الباحثين عن الفرص المختلفة لاستغلالها وهم الشباب والعاطلين عن العمل في الغالب، والمتربصين لسقطات الآخرين وأخطائهم من أجل استغلالها لمصالحهم الشخصية، أو لتحقيق غاية لفئة أخرى ينتمون لها. وأفاد بأن الظهور الموقت لنجوم مواقع التواصل الاجتماعي قد يكون بداية النهاية، مُستشهداً بمشاهير خف بريقهم أخيراً على رغم انطلاقتهم المثيرة من خلال «الكيك»، لافتاً إلى الآثار السلبية على مستخدمي هذه المواقع بإفراطهم في استخدام هذه المواقع والانعزال عن أسرهم ما يهدد ترابط المجتمع. وفي الوقت الذي يطلق فيه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي العنان لكاميرات هواتفهم الذكية بالتقاط الصور التذكارية في الأماكن العامة التي يحضرون فيها، وتزامناً مع إطلاق «تويتر» لخدمة بث مقاطع الفيديو عبر تطبيقها، حذّر الدكتور جلال المهتدي في محاضرته من نشر مثل هذه الصور والمقاطع المرئية. وأكد الدكتور المهتدي من خلال ورقة عمل بعنوان: «أرجوك اسرقني»، أن ظاهرة التصوير لكل شيء من بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون أحد أسباب التعرض للسرقة من خلال معرفة الآخرين بعدم وجود ناشر هذا المقطع في منزله.