بغداد - رويترز - التقط منتظر (10 أعوام) المحب لكرة القدم كرته ومشى متوجهاً الى بيت جده. وفي الطريق استدرجه خاطفون وقتلوه وصبوا حامضاً كاوياً على جثته في محاولة لاخفاء معالم جريمتهم. واحتال اللصوص على أسرته التي لم تكن تعلم بعد بمقتله وحصلوا على 25 ألف دولار. وقال يوسف الموسوي والد منتظر: "استطعت أن أجمع المبلغ ودفعته لهم... قالوا لي انهم سيطلقون سراحه غداً لكنهم لم يفعلوا". ومع خروج العراق من المذبحة الطائفية التى اندلعت بعد الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003 زادت جرائم العنف من السطو على المصارف والهجوم على المنازل وعمليات الخطف. وسلطت الاضواء على الجريمة المنظمة مع تراجع هجمات المسلحين والمتمردين وعادة ما ترتبط الفصائل المسلحة بعلاقات غامضة مع المجرمين لكنها تكون في بعض الاحيان قوية. لكن يصعب الحصول على أرقام معتمدة لحالات الخطف في وطن ما زال مخرباً بسبب التفجيرات اليومية، ويبدو ان حالات خطف الاطفال زادت. وقال كمال أمين هاشم المدير العام في وزارة حقوق الانسان: "بما ان اكثر حالات الخطف تحدث لاطفال ونساء... كثير من المواطنين لا يبلغون الاجهزة الامنية لسببين: الاول خوفاً على حياة المخطوف، والثاني عدم وجود ثقة بقوات الامن". وكانت والدة منتظر تجلس في غرفة المعيشة بمنزلها متشحة بالسواد من رأسها الى أخمص قدميها وتبكي بصوت منخفض وهي تحمل صور أبنها. واحدة من الصور لجسده المحروق بالحامض. وقالت وفاء جاسم: "ما الذي فعله ليستحق ذلك... لكي يعذب بهذا الشكل، لقد كان طفلاً بريئاً". نتيجة لذلك الحادث المأسوي اصبح أهل الحي يحرصون على اصطحاب اولادهم الى اي مكان يذهبون اليه. وذكرت قوات الشرطة في الحي ان الجرائم قبل سنوات قليلة كانت معظمها طائفية لكنها الان مختلفة. وقال أحد ضباط الشرطة، الذي طلب عدم نشر اسمه لانه غير مخول بالحديث مع وسائل الاعلام: "عندما استقر الوضع الامني ازدادت الجرائم العادية...هذه الجرائم ازدادت بانتعاش العمل التجاري". لكن خاطفي أحمد احسان '19 عاما' عاملوه معاملة حسنة. كانوا يقدمون له الطعام العراقي العادي وبعدما دفع والده 20 الف دولار أطلقوا سراحه. وقال أحمد: "أنا اشكر الله انني خرجت من هذا الموضوع وتعلمت دروسا كثيرة من أخطائي". وأفسحت الفوضى التي تبعت سقوط الرئيس الراحل صدام حسين قبل أكثر من ست سنوات المجال امام عناصر من النظام السابق ودفعت المجرمين لاقتحام مجال العمل في الخطف. وقال المتحدث باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم الموسوي: "لا توجد زيادة في حالات الخطف لكنها أضحت ملحوظة اكثر بسبب انخفاض الانفجارات واطلاق النار والهجمات الاخرى". وأشار الى أن قوات الامن تحبط سبعاً من أصل عشر حالات خطف. وفاقمت البطالة وسهولة الحصول على السلاح في ارتفاع جرائم العنف للعصابات الاجرامية.