ثلاث مرات وفي أوقات متقاربة من يوم أمس تصحو نجوى (20 عاماً) وهي غارقة في بحر من «الجروح»، إذ ترقد في العناية الفائقة، لتسأل سؤالاً حائراً، وبريق الحزن بين عينيها من مات من أهلي؟ لم تجد نجوى التي أعلنت خطوبتها قبل أيام جواباً لسؤالها، لأنه لا أحد بجوارها، فشقيقتاها سهام (18 عاماً) وفاطمة (15عاماً)، إضافة إلى اثنتين من عماتها انتقلن إلى الدار الآخرة، فيما والداها الطاعنان في السن أبوها (70 عاماً)، وأمها (60 عاماً) والمريضان بأمراض مزمنة في حال صحي حرجة، بعد أن قذف المسلحون منزلهم الصغير مع ثلاثة منازل أخرى مجاورة في قريتهم، التي لم تعرف غير الهدوء قط. ووسط تأثر شديد أجبر خلاله على قطع الحديث أكثر من مرة، يقول حسن هزازي ابن عم نجوى ل«الحياة»: «أسكن عند عمي منذ عامين، بعد طلاق والدتي في قرية القرن التابعة لمحافظة الخوبة، وكنت اعتبر بنات عمي أخوتي وأمهم أمي، لكن الآن وللأسف انتهى كل شيء، لن أنساهم أبداً أبداً». وعن الحادثة يضيف: «عند الثانية والنصف من فجر أمس، سمعنا دوي انفجار كبير عقبه انفجار آخر، وبعده رأينا المنزل يتساقط بسرعة على رؤوسنا، كما رأينا السيارات من قوة القصف تتطاير بكل إتجاه، بسبب الصاروخين اللذين وقعا على منازلنا». وأشار إلى أن الانفجار نجم عنه مقتل ابنتي عمه سهام وفاطمة وكذلك زوجتي عمه، فيما لفت إلى أن البقية من أسرته انتقلت إلى منزل أحد أقاربهم.