صرح الأمين العام لمنظمة المجاهدين الجزائرية السعيد عبادو بأن ضابطين سابقين في الجيش الفرنسي إبان فترة الحرب التحريرية (1954 - 1962)، يتواجدان في الجزائر حالياً بغرض التعاون مع المنظمة من أجل كشف مراكز تعذيب المجاهدين وقادة الثورة. ولم يكشف عبادو في تصريحات، أمس، الجهة صاحبة المبادرة، ولا هوية الضابطين الفرنسيين، مشيراً إلى أن العديد من أماكن تعذيب المجاهدين وإطارات الثورة التحريرية ما زالت غير معروفة ويجهلها المؤرخون والباحثون في جرائم الاستعمار الفرنسي ضد الشعب الجزائري. ويعتبر هذا المعطى تطوراً جديداً في العلاقات بين البلدين، بخاصة في ظل رفض الجانب الفرنسي الاعتذار عما ارتكبه الجيش الفرنسي من جرائم خلال الثورة ضد الاستعمار. وسئل عبادو عن تهديد المنظمة برفع دعوى أمام الأممالمتحدة لمقاضاة فرنسا، أجاب أن منظمته القريبة من الحكومة «تقوم حالياً باستشارات مع رجال قانون ومؤرخين وأكاديميين، ونستعد لرفع دعوى قضائية». وقال: «من واجبنا أن ندين الجرائم وليس جديداً مثل هذا الأمر. فقد جُرّمت جرائم النازية وكانت هناك محاكمات (للنازيين أمام محكمة نورمبرغ)، فلماذا يُحاكم زعماء النازية ولا يُحاكم النازيون الجدد؟ والرئيس (عبدالعزيز) بوتفليقة قال إن جرائم الفرنسيين في الجزائر فاقت جرائم النازية». وانتقد عبادو موقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المعلن في الجزائر لدى زيارته لها في كانون الأول (ديسمبر) 2007، من أن «الأبناء لا يعتذرون عما فعله الآباء»، مستدلاً باعتذار الدولة الألمانية عن جرائم جيوش هتلر، المرتكبة ضد الشعب الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية.