كشفت الشاعرة أشجان هندي توقع الشاعر غازي القصيبي منذ اللحظة الأولى التي استمع فيها إلى شعرها أن لديها ما يختلف، وقالت: «دعمني في ما بعد في حضوري كقلم من المملكة ودافع عني ولم يزل وعلمني كيف أكون معتزة بمنجزي وكيف لا أدور في فلك المناطقية والمحليّة، وكيف أمضي في طريقي بثقةِ فتاة تؤمن بوطنها وبقدرته الفعلية على منافسةِ الآخر» وأضافت: «علمني القصيبي أن عبارة «أن تحبَ وطنك» تعني أن تخلصَ لإبداعك ولمنجزك في أي حقلٍ تكونُ فيه». جاء ذلك في ليلة تكريم «اثنينية خوجة» للشاعرة في جدة مساء الاثنين الماضي وسط حضور عدد كبير من المثقفين والادباء. وفيها تحدثت هندي حول بداياتها الشعرية، وقالت: «كتبت الشعر وانا في التاسعة من عمري متدثرة برطوبة الطين ومعجونة بملح البحر وعذوبة شموس الضحويات والعصاري، وتعلمت الكثير من الادباء السابقين كغازي القصيبي الذي لا يزال أثره كنقشٍ لا يمّحى في كفِ ذاكرتي الإبداعية. وألقت هندي عدداً من قصائدها الوجدانية والوطنية وتقول في قصيدة «قمر توسط نجمتين»: قمرٌ تَوَسّطَ نجمتينْ عرشُ الذي أهواهُ فوقَ العشبِ عشبيٌّ هواهْ ورضاهُ ماءُ الوردِ ورديٌّ رِضاهْ وهو الذي أهواهُ غطّى بالغيومِ نخيلَهُ، وروى، وصبّ سيوفَهُ الاثنينِ في قلبِ الهوى: سيفٌ يُغازلُ نخلةً سيفٌ يُبادلُها الجَوى، أنا لا أحبكَ مرّةً إني أحبكَ: مرّتينْ. ويأتي التكريم كبادرة من بوادر الاعتراف المباشر بما تقدمه المرأة السعودية في مجال الابداع وما تؤرخه اناملها من خلال الكتابة الادبية والنهوض بالمنجز الابداعي وتعريف الآخرين به. وكان صاحب الأثنينية عبدالمقصود خوجة تمنى في كلمة له «أن يتبلور هذا مشروعاً ثقافياً قابلاً للتطوير والتحديث، آخذاً بكل أسباب الرقي، ليسهم مقدراً في مسيرتنا الثقافية القاصدة، والتي ينبغي ألا تضعف أمام التحديات». وقال عن الشاعرة انها تمثل جانب الأدب من جوانب عدة يحفل بها الوطن بعدد من الاسماء النسائية المبدعة. فيما تحدثت الناقدة الدكتورة لمياء باعشن عن دور هندي في التجربة الشعرية وقالت إنها تعد احدى الشاعرات المجيدات وأسهمت كثيراً في بروز شعر المرأة في السعودية.