دعت نقابات عمال مصانع إنتاج سيارات «أوبل» في ألمانيا أمس إلى بدء تحركات احتجاجية ابتداء من اليوم ضد قرار مجلس إدارة شركة «جنرال موتورز» الأميركية المفاجئ بإلغاء قرار بيع «أوبل» إلى شركة «ماغنا» الكندية النمسوية الروسية. وقال رئيس مجلس نقابات عمال الشركة كلاوس فرانك إن التحرك ضد قرار الشركة الأميركية الأم بعد سنة من المفاوضات المضنية سيتوسع ليشمل قريباً العاملين في مصانع «أوبل» الأوروبية الأخرى التي تشغِّل حالياً 55 ألف شخص. وترك قرار مجلس إدارة «جنرال موتورز» صدمة قوية في ألمانيا ليس فقط لدى العمال، بل ولدى الحكومة التي بذلت خلال الأشهر الاثني عشر الماضية جهوداً مضنية لإنقاذ «أوبل» من الإفلاس وضمان ديمومة عمل القسم الأكبر من 25 ألف عامل وموظف ألماني. وفيما قال ناطقٌ باسم النقابات، إن العاملين سيتجمَّعون صباح اليوم أمام مصانع «روسلهايم» و «بوخوم» و «أيزِناخ» و «كايزرلاوتن» لإعلان رفضهم بقاء «أوبل» في عهدة «جنرال موتورز»، ذكر ناطق رسمي أن الحكومة الألمانية «غاضبة جداً» من تغيير الشركة الأميركية الأم قرارها. وأوضح مسؤول في الشركة في «روسلهايم» أمس قرار الإلغاء قائلاً إن «جنرال موتورز» تنظر إلى «أوبل» على أنها « جزء استراتيجي منها» وأضاف: « «أوبل» وشقيقتها «فوكسهول» البريطانية تلعبان دوراً حاسماً في مجموعة سيارات جنرال موتورز». وعقَّّب وزير الاقتصاد راينر برودرله بالقول: «إن الموقف الجديد إزاء ألمانيا غير مقبول بتاتاً». وطالب «جنرال موتورز» بعرض خططها لإعادة هيكلة «أوبل» فوراً. وأعلن أن حكومته ستطالب الشركة الأميركية التي كان يتهددها الإفلاس، بإعادة مبلغ 1،5 بليون يورو كانت قدمته إليها كقرض، لمنع «أوبل» من إعلان إفلاسها. وتابع أن حكومته لن تسمح ل «جنرال موتورز» بممارسة ضغوط عليها، من دون أن يحسم ما إذا كانت برلين مستعدة لتقديم مساعدة مالية لها في حال طرحت خططاً لإعادة هيكلة «أوبل» بصورة مقبولة. وتخشى نقابات عمال الشركة في ألمانيا ودول أوروبية أخرى الآن أكثر من أي وقت، من لجوء الشركة الأم إلى إغلاق مصانع لها وتسريح العاملين فيها من ضمن إطار إعادة الهيكلة. لكن اللافت أن نقابة عمال مصنعي «فوكسهول» البريطانيين الشقيقين ل «اوبل» تفردت عن الآخرين أمس في الترحيب بقرار «جنرال موتورز». ويعمل في المصنعين 5500 شخص. وأعلنت ناطقة باسم «مجموعة جنرال موتورز الأوروبية» في فرانكفورت أن لا مصلحة للشركة الأم في إفلاس «أوبل»، وهي تعمل حالياً على وضع تصور لإعادة تأهيل الشركة وإبعاد شبح الإفلاس. وبعد أن أضافت أن «جنرال موتورز» تريد خفض 30 في المئة من تكلفة الإنتاج في «أوبل» تفادت الحديث عن حجم التسريح الذي سيطال «أوبل» في أوروبا والمصانع