ليلة لن ينساها الاتحاديون طويلاً بعد أن فرضوا أنفسهم أبطالاً لدوري المحترفين السعودي، لا صوت كان يعلو فوق صوت كرة القدم، واللعبة الجميلة التي قدمها أبناء «العميد» في واحدة من أجمل مبارياتهم هذا الموسم، وعلى طريقة مباريات الكؤوس حسم الاتحاديون لقب البطولة الأكبر «فنياً» في البطولات السعودية، وعلى رغم أن الهلال خسر لاعباً منذ الدقيقة ال21 بعد أن كان الاتحاد تقدم قبلها بثلاث دقائق من طريق نايف هزازي قبل أن يعادل رادوي للفريق الهلالي عند الدقيقة ال51، ثم حسم هشام بوشروان الأمور لفريقه عند الدقيقة ال67. قبل أن ينتصف الشوط الأول، انقلبت المباراة رأساً على عقب على الهلاليين، الذين كانوا يمنون النفس بأن تكون كل الظروف في مصلحهتم، من أجل أن يتمكّنوا من التحليق بنقاط اللقاء الثلاث، والتي كانت ستكفل لهم التتويج بدرع الدوري. واستغل نجم هجوم الاتحاد والمنتخب السعودي، عرضية زميله المغربي هشام بوشروان، مسجلاً أول أهداف اللقاء في الدقيقة 18، قبل أن يشهر حكم اللقاء اليوناني ميكاليس كاكولاكيس، البطاقة الحمراء في وجه مدافع وسط الفريق الهلالي خالد عزيز، إثر مخاشنته للهزازي، وهي الضربة التي قصمت ظهر الهلاليين، واضطر مدرب الهلال البلجيكي ليكنز إلى التخلي عن كل القناعات، التي كانت تفرض عليه التعامل مع المباراة بسياسة الهجوم ولا غيره، إذ أخرج طارق التائب، وأبدله بالشاب أحمد الفريدي، للاستفادة من إمكانات ويلهامسون، والكوري سول في الهجوم. هذه الظروف أجبرت الهلال على البقاء منتظراً للفرج في الشوط الثاني، لعل الاتحاد يمنحهم فرصة التعديل ومن ثم الفوز، وتحقيق الدرع للمرة الثانية على التوالي. في الشوط الثاني، جرت الرياح كما اشتهى الهلاليون وتمكن مهاجم الفريق الأزرق ياسر القحطاني من الحصول على ركلة جزاء تمكن رادوي من ترجمتها بنجاح إلى هدف تعادل للفريق الذي استضاف اللقاء. فرحة الهلاليين بالهدف أجبرتهم على محاولة إضافة آخر يكفل لهم مواصلة الفرح حتى بداية الموسم المقبل، إلا أن مهاجم «النمور» المغربي هشام بوشروان أنهى كل الأحلام الزرقاء بعد أن راوغ مدافع الهلال عبدالله الزوري ثم سدد كرة قوية بيمناه لم يتمكن الدعيع من صدها ليفرح الاتحاديون بثاني أهدافهم في اللقاء، الذي أعلن به أبناء جدة عن أنفسهم أبطالاً لدوري المحترفين السعودي وفي المباريات المتبقية، تمكّن الأهلي من حسم كل النتائج بيده، بعد أن تغلب على ضيفه الحزم بهدف نظيف سجله حسن الراهب (8)، ليحتكر المركز الثالث، ضامناً بذلك اللعب رسمياً في دوري أبطال آسيا 2010 المقبل، فيما حل الشباب رابعاً، بعد أن خسر من أبها في مباراة مثيرة، شهدت طرد ناصر الشمراني بهدفين لهدف، وتعادل الاتفاق والرائد بهدف لمثله، ليحتكما إلى مباراة فاصلة مصيرية، لتحديد الفريق الذي سيهبط إلى دوري الدرجة الأولى، وتمكّن الوحدة من تجاوز الوطني بأربعة أهداف نظيفة، فيما تجاوز النصر ضيفه نجران في مباراة غير ذات جدوى.