أُعلِنت في موسكووباريس وبرلين أمس، ترتيبات لعقد قمة رباعية في العاصمة البيلاروسية مينسك الأربعاء، تضم الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بيترو بوروشينكو والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل، لوضع خريطة طريق لوقف الحرب في أوكرانيا. وأبدى بوتين خلال لقاء مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، استعداده للمشاركة في قمة مينسك «إذا تمكّن قادة روسياوأوكرانيا وفرنسا وألمانيا من التوافق على بعض المواقف» (للمزيد). أتى الاتفاق على القمة بعد محادثات هاتفية أمس، بين القادة الأربعة، تناولت اقتراحات في «مبادرة التسوية» التي تجرى بلورتها على مستوى الخبراء، بعدما نوقشت خطوطها العامة في اجتماع ضم الجمعة بوتين وهولاند ومركل. وقال ل «الحياة» مصدر قريب من الكرملين أن بوتين وافق مبدئياً على القمة لوضع الصياغة النهائية لاتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى تباين ما زال قائماً في المواقف حيال بعض البنود، وتأمل موسكو في تقريب وجهات النظر حولها قبل قمة مينسك، لضمان نتائج إيجابية. وأفاد الموقع الإلكتروني للرئيس الأوكراني بأن قادة الدول الأربع يأملون بأن تؤدي جهودهم إلى وقف فوري للنار في شرق أوكرانيا. ولم تتضح نقاط الخلافات لكن خبراء في روسيا تحدثوا عن تباين في وجهات النظر حول طبيعة الحكم الذاتي الموسع الذي اقترحته موسكو للمناطق الشرقية، وآليات الفصل بين المتحاربين على صعيدي إعلان المنطقة المنزوعة السلاح أو إدخال قوات يتفق على هويتها لإنشاء منطقة عازلة. كما أشار خبراء إلى ملفين «عالقين»، أحدهما يتعلق بطبيعة الضمانات التي تطلبها موسكو لمنع انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، والآخر بإصرار كييف على الإشارة إلى ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا. وبدت باريس أكثر تفاؤلاً بعقد قمة مينسك الأربعاء، وذلك استكمالاً لمساعي هولاند ومركل اللذين غادرا موسكو ليل الجمعة من دون إعلان أي اتفاق مع بوتين لتجنب «حرب كاملة» على أبواب أوروبا، كما قال هولاند في مؤتمر صحافي. وهو أشار إلى تدهور الأوضاع بعد الاتفاق الذي وقّعه طرفا الأزمة الأوكرانية في مينسك في أيلول (سبتمبر) الماضي، وتلى ذلك تبادل الجانبين الاتهامات بخرق وقف النار، ما عرقل البحث في مسألة تقرير مصير مناطق الانفصاليين شرق أوكرانيا، وسحب السلاح الثقيل وإنشاء منطقة منزوعة السلاح تحت مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وقرر هولاند ومركل التحرك بعد تلقيهما رسالة من بوتين تشير إلى أنه يعتبر أن اتفاق مينسك «لم يعد قائماً»، واعداً ب «خريطة طريق» للحل. وبرز تباين في موقفَيْ مركل وهولاند من جهة والإدارة الأميركية من جهة أخرى، حول رغبة واشنطن في تسليح كييف لتمكينها من الحسم ضد الموالين للروس. ويُتوقّع أن تثير مركل خلال لقائها الرئيس باراك أوباما في واشنطن اليوم، الخلاف حول موضوع التسليح. وفي تصريح شكّل سابقة وعكس ضيق لندن من تهميشها في محاولات التسوية، اتهم وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بوتين بأنه «يتصرف كطاغية باحتلاله أراضي دول أخرى». وأشار إلى أن قوات كييف لا يمكنها إلحاق هزيمة بالجيش الروسي.