في وقت لاحت بوادر انفراج محدود في أزمة أوكرانيا، بعد توصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى «تفاهمات» حول خطة جديدة للتسوية عرضتها في موسكو المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ليل أول من أمس، شهد مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ «تراشقاً» كلامياً حاداً بين الألمان والأميركيين حول نية واشنطن تسليح قوات كييف لتقاتل الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا. وعكس ذلك غياب توافق في الرأي عبر الأطلسي حول كيفية مواجهة بوتين في هذا الصراع. ويناقش بوتين، عبر الهاتف اليوم، مشروع الوثيقة الجديدة مع مركل وهولاند. وأبلغ ديبلوماسي روسي «الحياة» أن «محاولة صوغ اتفاق شامل يتعامل مع كل المحاور المعقدة في أزمة أوكرانيا، تحتاج جهوداً متواصلة من الأطراف الثلاثة»، ما أوحى بوجود نقاط خلاف ما زالت عالقة. واكد بوتين أن روسيا «لا تعتزم شن حرب ضد أي كان»، لكن جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، طالب في ميونيخ الرئيس الروسي بأن يكشف ب «أفعال وليس بأقوال» رغبته في إرساء السلام في أوكرانيا. ومع إعلان الجيش الأوكراني تكثيف انفصاليي الشرق قصف قواته على كل الجبهات، عرض الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في ميونيخ جوازات سفر لجنود روس قاتلوا في بلاده، مطالباً الحلفاء بتقديم مساعدات عسكرية لمواجهتهم (للمزيد). وبعد لقائه في ميونيخ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال الأمين العام للحلف ينس شتولتنبرغ: «واضح أننا نقوّم الوضع في أوكرانيا بطرق مختلفة». وكان لافروف لفت إلى أن «هناك أسباباً وجيهة للتفاؤل بأن تتمخض المحادثات بين مركل وبوتين وهولاند عن اتفاق». وفي كلمتها أمام مؤتمر الأمن الدولي، أقرّت مركل بأن نجاح خطة السلام «ليس أكيداً»، لكنها رفضت فكرة أن إرسال أسلحة أميركية إلى كييف سيساهم في حل الصراع، وقالت: «لن يُقنع جيش أوكراني أفضل تجهيزاً الرئيس بوتين بأنه سيخسر عسكرياً، في حين تريد أوروبا تعزيز أمنها بالتعاون مع روسيا، وليس ضدها». وكان هولاند وصف المحادثات في موسكو بأنها «إحدى الفرص الأخيرة للتوصل إلى حل سياسي، وتجنب الحرب». وفي كلمة تالية بمؤتمر ميونيخ، أشاد السناتور الأميركي لينزي غراهام باهتمام مركل بأزمة أوكرانيا، لكنه استدرك أن «الوقت حان كي تستيقظ المستشارة على حقيقة اعتداءات موسكو». وتابع: «يستطيع أصدقاؤنا الأوروبيون الذهاب إلى موسكو حتى ينتابهم الإحباط لأن الأمر لن ينجح. تجب مواجهة ما أصبح أكذوبة وخطراً».