انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، وسائل إعلام في بلاده نشرت تقريراً أفاد بأنه حذر الولاياتالمتحدة من تقويض نفوذ الرئيس الإيراني حسن روحاني، إذا فشلت المفاوضات بين طهران والدول الست المعنية بملفها النووي. وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين بارزين أن ظريف حذر واشنطن وقوى غربية أخرى، من أن فشل الجانبين في إبرام اتفاق يطوي الملف، سيسرّع تراجع النفوذ السياسي لروحاني، معززاً قوة المحافظين في إيران. لكن ظريف اعتبر أن التقرير «خاطئ جداً»، مضيفاً: «من تحدثوا معي خلال الأيام الثلاثة الماضية، يعلمون أن ذلك لم يكن من المسائل التي أثيرت في مفاوضاتنا. لم (أقل) ذلك». وتابع في ندوة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: «روحاني والحكومة بأكملها يدعمون جهودنا في المفاوضات. اتخذ الجميع كل الخطوات اللازمة لضمان نجاحنا، جميع الإيرانيين يدركون ذلك، وإذا فشلنا، وأتمنّى ألا يحدث ذلك، لن يحمّلونا مسؤولية الفشل». وأشار إلى أن «نشر وسائل إعلام أجنبية ووكالات أنباء، أخباراً كاذبة لأغراض خاصة، ليس مُستغرباً في هذه المرحلة»، وزاد: «العجب هو من أصدقاء ووسائل إعلام محلية تعيد نشرها، على رغم النفي الرسمي لوزارة الخارجية، ومع علمها بأن هذه الأخبار كاذبة». وتطرّق ظريف إلى اعتقال مراسل صحيفة «واشنطن بوست» في طهران جيسون رضائيان، معرباً عن أمله ب «تبرئته من الاتهامات في محكمة»، علماً أن القضاء لم يوجّه اتهامات رسمية لرضائيان. وكان الوزير الإيراني التقى في ميونيخ السبت المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، وناقشا التعاون بين الجانبين. وأبلغ أمانو «رويترز» أنه وظريف «اتفقا على تكثيف المحادثات على مستوى بارز بين إيران والوكالة». وأردف: «إننا في لحظة حرجة جداً، لذلك نحتاج لتكثيف أكبر لجهودنا لإلقاء الضوء على القضايا السابقة والتحضير للقضايا المستقبلية. الوكالة حريصة على تسوية سلمية للملف». وتابع أن «الوكالة ليست طرفاً في المفاوضات» بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، «لذلك لست في وضع لتوقّع مدى إمكان التوصل لاتفاق. ولكن من خلال اتصالاتي، يمكنني أن أقول أن هناك مفاوضات جدية وإرادة سياسية قوية لإبرام اتفاق». وزاد أمانو: «على إيران أن تنفذ التدابير التي وافقت عليها. الحصول على توضيحات للمسائل المتعلقة بأبعاد عسكرية محتملة (للملف النووي الإيراني)، أمر ضروري، وتنفيذ البروتوكول الإضافي (أمر) أساسي. (تحقيق الوكالة) ليس مطلقاً، ولا عملية أبدية. نستطيع، بتعاون معقول أو كامل من إيران، أن نستوضح المسألة في إطار زمني معقول». خامنئي في طهران، شدد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي على أن «الشعب الإيراني سيؤيد التوصل إلى اتفاق نووي يحفظ عزته وكرامته، ولن يرضخ لأي ابتزاز أو غطرسة». وزاد خلال لقائه قادة سلاح الجو: «أؤيد اتفاقاً نووياً يُمكن إنجازه، ولكن أرفض أي اتفاق سيئ. يقول الأميركيين أن عدم الاتفاق أفضل من اتفاق سيئ، ونقول أيضاً أن عدم الاتفاق أفضل من اتفاق يؤذي مصالح شعبنا». وأشار إلى أن الوفد الإيراني «حقّق إنجازات ضخمة في المحادثات»، مستدركاً أن «الطرف الآخر لا يعتمد المنطق ويحاول الابتزاز». وتابع: «يحاول مفاوضونا إجهاض أداة العقوبات التي يستخدمها العدو. إذا نجحوا فهذا أمر جيد، وإذا فشلوا على الجميع أن يعلم أن لدينا وسائل كثيرة لتخفيف حدة هذا السلاح». ولفت خامنئي إلى «حقد الساسة الأميركيين إزاء الشعب الإيراني»، معتبراً أنهم «غاضبون من صموده». وأردف: «الهدف الرئيسي لأميركا وحلفائها هو تركيع الشعب الإيراني وإهانته، ولكنهم مخطئون في حساباتهم الاستراتيجية». وأشار إلى «هزيمة السياسات الأميركية في سورية والعراقولبنان وفلسطين وغزة وأفغانستان وباكستان وأوكرانيا»، في مقابل «تطوّر» إيران بعد الثورة. إلى ذلك، رجّح علي شيرازي، ممثّل خامنئي لدى «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري»، أن «أميركا وإسرائيل ستسقطان في مستقبل قريب»، وزاد: «هذا ليس شعاراً، والنصر قريب». وأشار إلى أن طهران «اكتسبت قوة في العراق وأفغانستان وباكستان والبحرين واليمن»، وتابع: «إذا نظرنا إلى غزةولبنان، نرى أن كلام (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله يرعب أميركا وإسرائيل». وتحدث عن تعزّز قوة «إيران وحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن وقوات الحشد الشعبي في العراق»، مضيفاً: «تبلور جيش ضخم من القوات الشعبية في المنطقة، وهذه الحركة لن تُهزم».