أذعنت لجنة الانتخابات في نيجيريا لضغوط مارسها «حزب الشعب الديموقراطي» الحاكم، وأعلنت تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة في 14 الشهر الجاري، الى 28 آذار (مارس) المقبل، فيما اتفقت 5 دول أفريقية على تعبئة 8700 رجل في قوة اقليمية لمحاربة جماعة «بوكو حرام» المتطرفة في نيجيريا. وستشهد الانتخابات مواجهة يُرجّح أن تكون الأكثر شراسة منذ انتهاء الحكم العسكري عام 1999، بين الرئيس الحالي غودلاك جوناثان والحاكم العسكري السابق محمد بخاري، مرشح «المؤتمر التقدمي»، أبرز أحزاب المعارضة. وضغط الحزب الحاكم على اللجنة لتأجيل الانتخابات «ستة اسابيع على الأقل»، اذ أشار مستشار الامن القومي سامبو داسوكي الى مخاوف من عدم توزيع ما يكفي من بطاقات الناخبين في الوقت المناسب، بسبب هجمات «بوكو حرام»، علماً أن اللجنة كانت حددت مناطق حمراء لا يمكن التصويت فيها، ووحدات تصويت بديلة للدوائر الانتخابات المتأثرة بذلك. وقال رئيس لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة اتاهيرو جيغا: «لا يمكن للجنة أن تستبعد باستخفاف نصيحة قادة الأمن في البلاد. هناك مسائل حاسمة للانتخابات، مثل الأمن، لا تخضع لسلطة اللجنة. وإذا لم يتم ضمان أمن الطاقم والناخبين والمراقبين الانتخابيين والمعدات الانتخابية، فإن حياة رجال ونساء أبرياء ستكون في خطر، وكذلك امكان تنظيم انتخابات حرة وعادلة وشفافة. ونتيجة لذلك، قررت اللجنة تحديد موعد جديد للانتخابات الرئاسية والنيابية في 28 آذار، و11 نيسان (أبريل) لانتخابات حكام الولايات ومجالسها». وأكد أن «أحداً لم يجبرنا على اتخاذ هذا القرار»، داعياً المسؤولين عن الأمن الى «الوفاء بوعودهم والتزاماتهم إزاء اللجنة». وكان الحزب الحاكم أعلن انه سيمتثل لقرار اللجنة، لكن حزب «المؤتمر التقدمي» الذي كان يعارض تأجيل الاقتراع، دان «التراجع الكبير في الديموقراطية في نيجيريا»، متعهداً ابلاغ الشعب قراره «في الايام المقبلة». وتظاهر معارضون لتغيير موعد الانتخابات، في العاصمة أبوجا رافعين لافتات كُتب عليها «قولوا لا لتأجيل الانتخابات». كما دعت منظمات للمجتمع المدني لجنة الانتخابات الى «مقاومة الضغوط العسكرية» ورفض تأجيل الاقتراع. وكانت آخر انتخابات رئاسية عام 2011، أثارت عنفاً أوقع 800 قتيل. وأعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان بلاده «تشعر بخيبة أمل عميقة» بسبب تأجيل الانتخابات، وزاد أن «التدخل السياسي في لجنة الانتخابات ليس مقبولاً ولا بد من امتناع الحكومة عن استخدام المخاوف الأمنية حجة لتعطيل العملية الديموقراطية». وأشار كيري الذي زار نيجيريا الشهر الماضي، الى أن واشنطن «ستراقب بدقة استعدادات الحكومة لتنظيم الانتخابات في موعدها الجديد». قوة إقليمية في غضون ذلك، اتفقت نيجيرياوالنيجروتشادوالكاميرونوبنين على تعبئة 8700 رجل في قوة اقليمية ستواجه «بوكو حرام» التي تسعى الى اقامة دولة اسلامية في حوض بحيرة تشاد. وكان الاتحاد الافريقي أجاز تشكيل قوة قوامها 7500 جندي من الدول الخمس، للتصدي للجماعة التي سيطرت على أجزاء واسعة من شمال شرقي نيجيريا ونفذت هجمات في دول مجاورة. ووَرَدَ في بيان صدر في ختام محادثات دامت ثلاثة أيام في ياوندي لخبراء من الدول الخمس ان «ممثلي بنينوالكاميرونوالنيجرونيجيرياوتشاد اعلنوا مساهمات يصل مجموعها الى 8700 عسكري وشرطي ومدني». وأرسلت تشاد 2500 جندي إلى الكاميرونوالنيجر، وشاركت قواتها في معارك مع الجماعة أسفرت عن مقتل مئات في منطقة الحدود. ووضع الخبراء وثائق تحدّد معالم القوة الافريقية ومهماتها التي تتمثل خصوصاً في «ايجاد بيئة آمنة في المناطق التي تتأثر بنشاطات بوكو حرام ومجموعات ارهابية أخرى». كما اقترحوا «اقامة قيادة عسكرية مركزية وآلية مشتركة للتنسيق تعمل القوات تحت سلطتها». الى ذلك، دعت الفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاي الحائزة جائزة نوبل للسلام «العالم الى المطالبة بتحرّك عاجل لتحرير» أكثر من 200 تلميذة خطفتهن «بوكو حرام» قبل 300 يوم في نيجيريا. في غضون ذلك، قُتل 5 أشخاص بتفجير انتحاري في سوق ببلدة ديفا في جنوب شرقي النيجر، إثر صدّ الجيش هجوماً شنّته «بوكو حرام» في البلدة.