بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات في نيجيريا أمس، فيما أعلنت السلطات صدّ هجوم شنّته جماعة «بوكو حرام» المتطرفة على مدينة مايدوغوري، وهي معقل تاريخي لها في شمال شرقي البلاد. والتقى كيري في لاغوس، الرئيس غودلاك جوناثان، ومحمد بهاري خصمه في انتخابات الرئاسة المرتقبة في 14 شباط (فبراير)، لمناقشة مستقبل البلاد قبل اقتراع يُرجّح ان يكون الأصعب منذ عودة الديموقراطية الى نيجيريا عام 1999، علماً ان الزيارة هي الأولى لوزير خارجية اميركي، منذ زيارة هيلاري كلينتون عام 2012. وأصرّت الولاياتالمتحدة على تنظيم الانتخابات الرئاسية والنيابية في موعدها، على رغم هجمات «بوكو حرام» في شمال شرقي البلاد، والذي قد تمنع مئات الآلاف من الناخبين من الاقتراع. ودعا المستشار في مجلس الأمن القومي النيجيري سامبو داسوكي الى تأجيل الانتخابات، لافتاً الى أن نحو 30 مليون بطاقة انتخابية لم تُوزع بعد. لكن اللجنة الانتخابية أبقت على الموعد. ووقّع جوناثان، وهو جنوبي مسيحي، وبخاري، وهو شمالي مسلم، و12 مرشحاً آخرين لانتخابات الرئاسة ميثاقاً لتجنّب العنف. لكن البلاد شهدت اشتباكات وحوادث متفرقة. ويرى محللون أن بخاري، وهو قائد عسكري سابق، وحزبه «المؤتمر التقدمي»، يحظيان بفرصة حقيقية لإطاحة «حزب الشعب الديموقراطي» الحاكم من الحكم، للمرة الأولى منذ احلال الديموقراطية عام 1999. وتشهد العلاقات بين الولاياتالمتحدة وحليفتها نيجيريا توتراً، اذ أبدت الأخيرة استياءً من رفض واشنطن بيعها اسلحة لتتمكن من «توجيه ضربة قاضية» الى «بوكو حرام». وردّت الولاياتالمتحدة مبدية «قلقاً» في شأن «حماية المدنيين خلال عمليات عسكرية للجيش النيجيري» المُتهم بارتكاب تجاوزات ضد السكان، علمأً انها أرسلت العام الماضي مستشارين عسكريين ومدنيين، لمحاولة العثور على اكثر من 200 تلميذة خطفتهنّ «بوكو حرام». تزامنت زيارة كيري مع إعلان أجهزة الأمن النيجيرية صدّ هجوم شنّته الجماعة على مدينة مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو شمال شرقي البلاد، والتي شهدت نشأة «بوكو حرام» عام 2002، وكانت آنذاك مجرد جمعية، لكنها تمردت عام 2009 لتصبح جماعة اسلامية مسلحة، بعدما قتلت أجهزة الأمن زعيمها. وذكرت مصادر أن عشرات من الجنود والمسلحين قُتلوا في المعارك. وكان الجيش أعلن تنفيذه «عملية جوية وبرية منسقة» لمواجهة «هجومين متزامنين للإرهابيين على مايدوغوري ومونغونو» الواقعة على بعد 125 كيلومتراً شمالاً. وفرض الجيش حظر تجول في مايدوغوري حيث أُحرِقت منازل وفرّ سكان، علماً أن «بوكو حرام» قتلت مطلع الشهر مئات من المدنيين لدى احتلالها مدينة باغا في اقصى شمال ولاية بورنو. وكانت الجماعة استولت على مناطق في الولاية ومناطق مجاورة في يوبي واداماوا في شمال شرقي نيجيريا. وكانت «بوكو حرام» حاولت السيطرة على مايدوغوري أواخر العام 2013، وهاجمت قاعدة جوية قريبة تُستخدم مطاراً مدنياً.