وصف أستاذ علم المناعة الدكتور أحمد اللويمي الراحل مصطفى محمود بأنه من «العلماء القلائل الذين استطاعوا في وقت مبكر جداً في العالم العربي أن يشركوا المجتمع في هموم العلم، كما أنه أسس قاعدة للثقافة العلمية»، لافتاً إلى أن «المجتمع العربي قلما يهتم بقضايا العلم، أو يعيره كثير اهتمام»، وعزا ذلك إلى «انشغاله بالهموم السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، ووصف الراحل بأنه كان «عالماً وليس مفكراً»، معللاً السبب أن «المفكر يمتلك نظريات اجتماعية أو فلسفية أو غيرها»، في حين لم يطلع «على شيء من هذا في نتاج محمود»، كما وصفه ب»القارئ النهم»، وشدد على أنه كان «مؤمناً وسطياً أكثر منه مؤدلجاً»، منوهاً إلى تأثيره الكبير في الشباب العربي، من خلال مؤلفاته وبرنامجه الشهير الذي وفق في عرضه من «زوايا عميقة». واكد الدكتور اشرف سالم أن مصطفى محمود قضى رحلة طويلة من الإبداع الثري، وقال: «نقف أمام قبسات في حياته تومض للباحثين عن جوانب التميز في فكره، وأهمها الإبداع والجرأة والريادة، فهو عاصر فترة تحولات فكرية وصراعات ثقافية كان لها عليه أكبر الأثر». وأضاف: «لا نستغرب أن تؤدي تلك الظروف المحيطة إلى أن يصدر كتابه الشهير «رحلتي من الشك إلى اليقين»، الذي كان منعطفاً فكرياً ليس في حياته فقط بل في مسيرة جيل». واعتبر سالم برنامجه التلفزيوني الشهير «العلم والإيمان» نقلة نوعية في العمل الدعوي، ولا يسع منصف إلا أن يعتبر هذا البرنامج انطلاقة لفكرة «الإعجاز العلمي في القرآن والسنة»، التي أصبحت لها الآن مؤسسات ومطبوعات ومؤتمرات، وقال انه نقل آفاق العمل الخيري إلى دوائر كانت مهملة في دوائر النسيان، على رغم أن التراث الإسلامي يذخر بالكثير منها.