يبدو أن منع المرأة من قيادة السيارة لم يمنعها من زيارة معرض السيارات الفاخرة الذي أقيم نهاية الأسبوع الماضي في الرياض، واختيار السيارة التي ترغب في التنقل بها وإن لم تكن خلف مقود القيادة بل وأصبحت تختار أنواع الإطارات و«الجنوط» والجلد الذي يكسو مقاعد السيارة، وإضافة الإكسسوارات عليها ونوع الطلاء والرسم الذي تريد أن يوضع على السيارة. يقول العارض وأحد مشرفي مبيعات السيارات سليمان علي: «إن عدم قيادة المرأة السيارة في السعودية لم يمنعها من حضور معرض أكسس للسيارات الفاخرة، بل أصبحت هى التي تشتري السيارة من المعرض وتختار اللون»، مشيراً إلى أن كثيرات منهن تعمّقن في تفاصيل السيارة بأن وضعت عليها الرسوم التي تحب، وغيّرت الإطارات المعدنية (الجنوط) ووضع الشاشات في المقاعد الخلفية، وغيرها من التحسينات، «كما أن الرقة والهدوء هما الأبرز في اختيارهن». وأضاف أن السماح بدخول العائلات إلى معرض السيارات هو نقلة كبيرة في المعرض، إذ إنه شهد اتفاقاً أسرياً على شراء السيارات من مختلف أفراد الأسرة، وأصبح بمقدور الزائرة شراء السيارة التي تريدها، وتستمع إلى مواصفاتها وإمكاناتها من شخص مختص بدلاً من تلقي المعلومة من زوجها الذي قد تستهويه مواصفة ومعلومة معينة لا تتفق مع التي تبحث عنها أسرته. وأضاف: «شهدنا في المعرض حجوزات من النساء تعادل طلبات الرجال بشكل عام، أما السيارات العائلية الفاخرة فطلب النساء عليها يتجاوز الرجال بالضعف، وأصبحت المرأة هي التي تختار أدق تفاصيل السيارة والمواصفات بل وحتى الإضافات الخارجية لها، وهذا المعرض أعطاها حرية أكبر في تحديد ما ترغبه في السيارة». وقال: «كان الرجال في السابق حين يقررون شراء سيارة عائلية يأخذون «الكتالوجات» لعرضها على أسرهم ويقررون نوع السيارة ولونها، إلا أنه مع المعرض أصبحت المرأة تختار السيارة التي تريدها مباشرة، بل وتحدد لونها على أرض الواقع بعيداً عن الصور، وهو ما رفع مبيعاتنا في المعرض بنسبة تتجاوز 30 في المئة، وأصبحنا لا نواجه أي مشكلة من الزبائن بتبديل السيارة بعد اختيارها ودفع قيمتها بعد تغيير أسرته رأيها في لون السيارة أو الكماليات». من جهته، يقول أحد منظمي المعرض أبو محمد: «إن أكبر مفاجأة حدثت في المعرض هي حضور احدى الشخصيات الكبيرة إلى المعرض وأصبح يتنقل بين شركات السيارات التي تعرض منتجاتها ويختار من بينها، في حين علت الدهشة وجوه بعض الحاضرين الذين استغربوا من قيام هذه الشخصية بشراء هذا العدد من السيارات في وقت واحد». وقال إن أغلى سيارة عرضت في المعرض ويتجاوز سعرها 7 ملايين ريال وجدت إعجاباً كبيراً من الحضور، نظراً إلى عرضها الأول في الشرق الأوسط، مقدراً ما يصنع منها ب 25 سيارة فقط في العام، مرجعاً ذلك إلى التميز الذي يلمسه من يشتري هذه السيارة الفاخرة ويدفع فيها هذا المبلغ الكبير. ويقول مشرف أحد المعارض التي تعرض السيارات الغالية الثمن والمميزة وجيه سيمون: «إن هذه السيارة، ما هي إلا الحجم الصغير من السيارة التي عرضت في جدة العام الماضي التي بيعت بقيمة 9 ملايين ريال، وهي سيارة مصنعة في إيطاليا وهيكلها الخارجي من مادة «كاربون الفايبر» وتأتي من المصنع وتأتي هذه المادة مطلية ولا تحتاج إلى الدهن بعد ذلك، كما أنها مصنعة يدوياً، وتحوي كل سبل الراحة والفخامة والتميز». وأضاف أن الشركة المصنعة للسيارة هي «koenigsegg» التي يبدأ سعرها من 4.5 مليون وحتى 9 ملايين ريال، وتصنع محركاتها من ماركة «مرسيدس بنز»، والأغلى منها تسمى ccxr وبيعت منها قبل شهرين واحدة في السعودية، وهي مصنعة لهواة التميز. ولفت إلى أن قوة هذه السيارة «تبدأ من 806 وحتى 1018 حصاناً، وتصل سرعتها إلى 420 كيلومتراً في الساعة، وصمم محركها بشكل خاص في الخلف وليس في الأمام مثل بقية السيارات، ما يسهم في حال التعرض إلى حادثة في عدم تضرر المحرك». وقال إن السيارات التي قدمت في جناحهم الخاص بالمعرض الذي شمل سيارات تعرض للمرة الأولى في السعودية، منها ما هو مصمم بشكل كلاسيكي رياضي قديم، كما أنه مُصنّع يدوياً و«الجسم» من «الفيبر غلاس» والهيكل «الشاصي» مصنوع من الألومنيوم المقوى، وهو أقوى بثلاثة أضعاف من هيكل الحديد العادي، وسعرها يبدأ من 650 ألفاً إلى 1.1 مليون ريال، ونوع هذه السيارة هو «وايسمان».