نعى الرئيس محمود عباس ورئيس المجلس الوطني سليم الزعنون ونائبه تيسير قبعة والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ومكتب الإعلام الحكومي التابع للحكومة المقالة في غزة عضو اللجنة المركزية السابق لحركة «فتح» الكاتب والشاعر صخر حبش الذي توفي أمس عن عمر ناهز 70 سنة بعد صراع طويل مع المرض. وقال عباس في نعيه عباس «رفيق الدرب منذ البدايات الأولى» إن حبش كان «مثالاً للعطاء والتضحية متمسكاً بالثوابت الوطنية والشرعية الفلسطينية، تربت على يديه أجيال كثيرة في هذه المسيرة، فكان مثال القائد والمعلم، علماً من أعلام فلسطين ومسيرتها التحررية، مدافعاً صلباً عن القرار الوطني المستقل متمسكاً بتقاليد الثوار المناضلين في كل مراحل حياته». وأضاف: «إنا إذ نودع أخاً عزيزاً وصديقاً وفياً ومناضلاً صلباً، فإنني على قناعة راسخة بأن الأجيال التي تربت وتعلمت من الأخ القائد أبو نزار وكل إخوانه الشهداء ستظل على عهده ووصاياه في صدق الانتماء والالتزام بأهداف شعبنا العادلة». وزاد: «ستظل يا أخي صخر في قلوبنا وعقولنا ونبض عروقنا تبعث فينا ذكراك الجميلة وسيرتك العطرة وأخلاقك النبيلة ومواقفك البطولية الدفء والحيوية لاستكمال حلمك وحلم الرئيس الخالد ياسر عرفات وكل الشهداء بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». حبش في سطور وولد صخر حبش عام 1939 في بيت دجن قضاء يافا، ثم عاش اللجوء وعائلته بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948. حصل على شهادة الماجستير في الهندسة الجيولوجية من جامعة أريزونا في الولاياتالمتحدة عام 1962، وعمل مسؤولاً لسلطة مصادر الطبيعة في الأردن حتى التحق بصفوف حركة «فتح» وكان من المؤسسين الأوائل للحركة. أسس عام 1967 مؤسسة الأشبال والزهرات وكان عضواً في لجنة إقليم الأردن، وشارك في تأسيس إذاعة صوت فلسطين في الأردن، وكتب القصائد والأناشيد التعبوية، كما كتب عدداً من الروايات، وصدر له عدد من الدواوين الشعرية. انتقل بعد أحداث أيلول عام 1970 إلى الساحة اللبنانية وتقلد مواقع قيادية أبرزها معتمداً لإقليم لبنان، وكان مساعداً للرئيس الراحل ياسر عرفات. انتخب عام 1980 أميناً لسر المجلس الثوري للحركة، ثم انتخب في المؤتمر الخامس للحركة عام 1989 عضواً في اللجنة المركزية للحركة، وتسلم مفوضية الشؤون الفكرية والدراسات. عاد الى الضفة الغربية في أعقاب توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 وقيام السلطة الفلسطينية عام 1994. ساهم في شكل فاعل في تعميق الحياة الثقافية في صفوف ومواقع حركة «فتح»، وأصدر التعاميم والدراسات، ونشر المعرفة من خلال إصدار الكتب والكراريس التي أصبحت أساسية في أدبيات الحركة. كان عضواً في المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. مثل القوى الأخلاقية في حركة «فتح» واتسم بالالتزام، وجسد في سلوكه نموذج المناضل النزيه، والمثقف العضوي، والمفكر الثوري. قام بجهود كبيرة في مجال الوحدة الوطنية، وعزز التفاهم والتنسيق في إطار لجنة القوى الوطنية والإسلامية، وربطته علاقات مميزة مع القوى والأحزاب السياسية على امتداد الوطن العربي، ومثل حركة «فتح» في مؤتمرات الأحزاب العربية والدولية، وظل مدافعاً شجاعاً عن المشروع الوطني، وعن الوحدة الوطنية والديموقراطية والحرية حتى الرمق الأخير من حياته. بسبب مرضه الذي ألم به قبل سنوات عدة، لم يرشح حبش نفسه لعضوية اللجنة المركزية في المؤتمر السادس للحركة الذي عقد في آب (أغسطس) الماضي.