كابول، أوتاوا، برلين – أ ف ب، رويترز - أعلنت أجهزة الاستخبارات الأفغانية أمس أنها اعتقلت ستة أفغان يشتبه في اشتراكهم في العملية الانتحارية التي أودت الأربعاء الماضي بحياة ما لا يقل عن خمسة موظفين أجانب في مقر الأممالمتحدة في كابول. واكد رئيس أجهزة الاستخبارات أمر الله صالح في مؤتمر صحافي أن «الموقوفين أفغان». وقال: «لا نزال نبحث عن أربعة أشخاص». وذكر أن أحد الموقوفين ويدعى قاري أمين الله تم توقيفه لدى هبوطه من طائرة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي ل «الحياة» أمس أنه تمت إعادة أمين الله إلى بلاده بناء على طلب ممثلي السلطات الأفغانية في المملكة. وكشف صالح أن العملية مشتركة «نفذها متمردو حركة طالبان وتنظيم القاعدة ولعبت مجموعة حقاني دوراً أساسياً». وأوضح أن «الانتحاريين الثلاثة جاؤوا من وادي سوات في باكستان»، أحد معاقل «طالبان» الذي تحاول القوات الباكستانية استعادته منذ الربيع. وأفادت مصادر أمنية أفغانية أن شبكة جلال الدين حقاني، أحد قادة مقاومة الاحتلال السوفياتي في الثمانينات، انضمت إلى صفوف «طالبان» وهي مرتبطة حالياً ب»القاعدة»، وأن حقاني طاعن في السن وبات ابنه سراج يتزعم المجموعة ومقرها وزيرستان الشمالية في المناطق القبلية الباكستانية شرق الحدود الأفغانية. وكانت «طالبان» أعلنت مسؤوليتها عن العملية التي نفذها فجر الأربعاء الماضي ثلاثة انتحاريين في وسط كابول ضد دار ضيافة يقيم فيها عاملون في الأممالمتحدة. وقتل في العملية ما لا يقل عن خمسة من موظفي الأممالمتحدة وشرطيان إضافة إلى المهاجمين الثلاثة. ولم يتم بعد التعرّف على جثة متفحمة. على صعيد آخر، قتل جندي كندي في انفجار عبوة يدوية الصنع على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب غربي قندهار. وأوضحت وزارة الدفاع الكندية أن الجندي ستيفن مرشال المنتمي الى الفوج الأول للهندسة الحربية وقاعدته في إدمونتون بولاية ألبرتا، كان في دورية راجلة في مقاطعة بنجواي عندما وقع الانفجار، ولم يصب أحد غيره في هذا الحادث. إلى ذلك، أعلن مسؤولو حملة ترشح وزير الخارجية الأفغاني السابق عبدالله عبدالله في انتخابات الرئاسة في بيان أمس أنه سيحدد اليوم موقفه من خوض جولة الإعادة المقررة السبت المقبل أمام الرئيس كارزاي. وسرت توقعات بأن ينسحب عبدالله من جولة الإعادة. وقال البيان إن عبدالله سيعقد المجلس الأعلى للقبائل (لويا جيركا) قبل أن يعلن قراره. وفي برلين، ذكرت مجلة «در شبيغل» في عددها الذي يصدر غداً، أن تقريراً عن تحقيق سري أجراه حلف الأطلسي في شأن ضربة أوقعت قتلى مدنيين في أفغانستان في أيلول (سبتمبر) الماضي، جاء أقل رأفة بالضابط الألماني الذي أمر بعملية القصف تلك مما أعلنه الجيش الألماني حتى الآن. وأوردت المجلة استناداً إلى مصادر مطلعة أن «التقرير يشير بوضوح إلى أخطاء في الطريقة التي استخدمها الألمان لشن العملية». وأعلن الجنرال فولفغانغ شنايدرهان رئيس هيئة أركان الجيش الخميس الماضي للصحافيين انه «في ضوء نتائج التحقيق» لم يكن هناك «من سبب يدعو إلى الشك في أن الجنود الألمان لم يتصرفوا بطريقة صحيحة عسكرياً». لكنه لم يشأ إعطاء مزيد من التفاصيل حول مضمون التقرير المصنّف سرياً. وقصفت قوات حلف الأطلسي في أفغانستان في 4 أيلول وبناء على طلب من الكولونيل الألماني جورج كلاين صهريجين استولى عليهما عناصر من «طالبان». وأوضح الضابط أنه خشي أن يعمد المتمردون إلى استخدام الصهريجين كقنابل متحركة. وانتقدت حكومة كابول العملية ووصفتها بأنها «قرار سيء»، وقالت إن 30 مدنياً و69 من عناصر «طالبان» قتلوا فيها. لكن وحسب الجنرال شنايدرهان نقلاً عن عناصر وردت في التقرير حول التحقيق، يبقى من الصعب تحديد الحصيلة النهائية للعملية، حيث «يتراوح عدد القتلى والجرحى من 17 إلى 142». وأكدت المجلة أن بين عناصر الاتهام عدم احترام الضابط الألماني للإجراءات المطبقة، خصوصاً تبريره طلب عملية القصف بأن قواته كانت على تماس مع المتمردين، وهو ما لم تكن عليه الحال. وحاولت الحكومة الألمانية الضغط على الحلف لئلا تكون خلاصة التقرير قاسية جداً بحق الكولونيل كلاين.