تربّعت فرنسا على عرش كرة اليد بعد إحرازها الأحد كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخها لتسجّل رقماً قياسياً على غرار البرازيل في كرة القدم والولايات المتحدة في كرة السلة. ولكن المباراة النهائية أمام قطر المضيفة للبطولة التي انتهت بنتيجة 25 22، لم تكن سهلة، باعتراف مساعد المدرب واللاعبين الفرنسيين أنفسهم الذين أقرّوا أنهم شعروا بالخوف أمام الفريق القطري. وكان خبراء رياضيون توقعوا قبل المباراة، أن تخوض فرنسا مواجهة صعبة مع قطر، لتستعيد اللقب الذي سبق أن أحرزته في الأعوام 1995 و2001 و2009، إلاّ أنها أثبتت أنّ بلوغها القمة في هذه المنافسة هو نتيجة مشروعة. وبعد المباراة أقرّ فالنتين بورت، الجناح الأيمن في الفريق الفرنسي، أن "هذه ليست أفضل مبارياتنا ولكن لا يهمّ لأنها المباراة النهائية"، مضيفاً "حين عادوا (في الشوط الثاني) شعرنا فعلاً بالخوف". وقال ديديه دينار المدرّب المساعد: "كنا نعرف أن المواجهة ستكون صعبة جداً"، وهو الأمر الذي عبّر عنه معظم لاعبي الفريق منهم قائده، لاعب برشلونة، لوكا كرابيتش الذي وصف المنتخب القطري بالمنتخب "الجميل الذي أثبت جدارته لبلوغ النهائي وأجبرنا على تقديم أفضل ما لدينا في كرة اليد". وأضاف اللاعب أنّ شعور الفرح يكون مضاعفاً في حالات كهذه، "لأن النتيجة كان يمكن أن تذهب في اتجاه آخر". وكان الفريق القطري تحت إدارة المدرب الإسباني الشهير فاليرو ريفيرا الذي قاد منتخب بلاده إلى اللقب العالمي قبل سنتين، بالفعل مفاجأة كأس العالم لهذا العام، إذ حقّق إنجازاً غير مسبوق بأن أصبح أول منتخب غير أوروبي يصل إلى المباراة النهائية بعد فوزه على بولندا في نصف النهائي. ويعود الإنجاز القطري إلى سببين، أحدهما تركيز قطر في السنوات الأخيرة على الرياضة تُوّج بفوزها بحق استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 بالإضافة إلى بطولة العالم لكرة اليد هذا العام. وكان رئيس الاتحاد القطري لكرة اليد أحمد الشعبي قال ل"فرانس برس" بعد تأهّل قطر إلى النهائي: "بذلت جهودات وتضحيات كبيرة للوصول إلى هنا من قبل الجميع (...) استطاع المنتخب القطري أن يفاجئ العالم ويخطف الأنظار"، مضيفاً أنه "أمر مشروع أن نفكر في حصد اللقب". والسبّب الآخر هو إستفادة قطر من بند في القانون الدولي لكرة اليد الذي ينص على أن أي لاعب لا يرتدي قميص منتخبه الأصلي لمدة ثلاث سنوات يحقّ له اللعب لأي منتخب آخر. ومكّن هذا البند قطر من تشكيل فريق يضم لاعبين مجنّسين يتمتعون بمستويات جيدة، بينهم اثنان حققا بطولة العالم مع فريقي بلديهما الأصليين. ويضمّ الفريق القطري في صفوفه لاعبين من أصول بوسنية وكوبية ومصرية وإسبانية وفرنسية وإيرانية وسورية وتونسية ومونتينيغرية، وأربعة مولودين على التراب القطري. وساهم بلوغ قطر النهائي في إنجاح البطولة التي استضافتها خصوصاً في ظلّ أداء ضعيف من المنتخبات العربية الأربعة الأخرى، السعودي والتونسي والمصري والجزائري بطل افريقيا الذي حلّ في المرتبة ال24 والأخيرة.