نجحت الاستخبارات الأميركية وعناصر مكتب التحقيق الفيديرالي (أف بي آي) أمس في تفكيك خلية متطرفة في ديترويت وقتل زعيمها إمام مسجد «الحق» لقمان أمين عبدالله، واعتقال ثمانية من عناصرها واستكمال البحث عن ثلاثة فارين، بعد مواجهة مسلحة ليل الأربعاء تلت كشف مخطط المجموعة بالاعداد لتفجيرات في ملاعب رياضية واقامة «دولة اسلامية» داخل الولاياتالمتحدة. وأعلنت السلطات الأمنية عن مداهمة رجال «أف.بي.آي» مخزن في ديربورن حيث وقعت مواجهة مسلحة مع لقمان أمين عبدالله (53 عاما - افريقي أميركي اسمه الأصلي كريستوفر توماس) انتهت بمقتله، بعدما رفض تسليم نفسه وأطلق النار على الشرطة. كذلك قامت عناصر من الاستخبارات الأميركية بمداهمات في منطقة ديترويت واعتقلت ثمانية من عناصر المجموعة التي تطلق على نفسها اسم «أمة» وهي بأكثرها من الافرقيين الأميركيين الذين تحولوا الى اعتناق الاسلام، وتواصل البحث عن ثلاثة فارين. وفي تفاصيل القضية وبحسب بيان «أف بي آي» ومكتب المدعي العام، فان المجموعة والمعتقلين «متهمون بنشاطات عنيفة على مدى السنوات الفائتة وبحيازة السلاح ومهاجمة الشرطة»، الى جانب «السعي الى اقامة أمة اسلامية انفصالية داخل الولاياتالمتحدة». واتهم البيان المجموعة وزعيمها لقمان عبدالله «بالتآمر على السلطات وحيازة واعادة بيع أسلحة نارية والقيام بأعمال سرقة عبر الولايات». وأشار البيان الواقع في 43 صفحة الى أن السلطات كانت تتعقب الخلية لسنوات وأن زعيمها قال لعملاء مكتب التحقيق الفيديرالي الذين تخفوا كمتطرفين، أنه «ينوي شن هجوم خلال البطولة السنوية لكرة القدم الأميركية»، وأنه «سيفجر نفسه» بعد الاعتداء. وقال عبدالله للعملاء في 21 آذار (مارس) 2008: «اذا جاؤوا للقبض علي، سأحزم نفسي بقنابل وأفجرها وأقتلهم جميعا». واضاف: «لسنا ارهابيين مزيفين بل ارهابيون حقيقيون». وأشار تقرير المدعي العام الى أن المجموعة في غالبيتها من «الافريقيين - الأميركيين الذين اعتنقوا الاسلام ويسعون لاقامة ولاية تتبع الشريعة في الولاياتالمتحدة». ويتزعم الدولة «جميل عبدالله الأمين (اسمه الحقيقي أيتش راب براون) الذي يمضي حالياً حكماً بالسجن بتهمة اطلاق النارعلى رجلي شرطة في مدينة جيورجيا». وكان براون من الأسماء المعروفة في حزب «الفهود السود» في ستينات القرن الماضي. وراقب مكتب التحقيقات الفيديرالي عبدالله سنوات عدة بمساعدة مخبرين قدموا أشرطة مسجلة لمحادثات وقصص تكشف كيف انه استخدم «مسجد الحق» ليدعو اتباعه الى استخدام العنف ضد الحكومة. لكن السلطات رفضت ربط التهم بأعمال ارهابية، لانه لم يتم تنفيذ أي أعمال من هذا النوع، واقتصرت التحركات على أنشطة غير قانونية كحيازة الأسلحة والقيام بأعمال عصابات وتزوير هويات. وأفاد ان عبدالله استخدم «الجهاد» لتبرير سرقة سيارات وتلفزيونات ومسدسات ومعاطف فرو واحراق منازل للحصول على تعويضات من شركات التأمين. ووصفه بأنه رجل يعاني من عقدة الخوف وسريع الغضب يكره الشرطة وتحدث عن مؤامرات حكومية ومصمم على العمل في «ثورة عنيفة» وقتل كل شخص يخون ثقته. وأصدر «أف بي آي» لائحة بأسماء المعتقلين وهم: محمد عبدالسلام (يعرف أيضا باسم غريغوري ستون)، عبدالله بيرد (يعرف أيضا باسم ديتريك درايفر)، عبدالصبور (يعرف أيضا باسم دواين دايفيس)، آدم ابراهيم، مجاهد (يعرف أيضا باسم غاري بورتر)، علي عبدالرقيب، ومحمد عبدالبصير (يعرف أيضا باسم فرانكلين ويليامز) وآي. سي. بوشا. أما الفارون فهم مجاهد كارسويل (يعرف أيضا باسم مجاهد عبدالله) ويقيم في ديترويت وفي مدينة أنتاريو الكندية أيضا، ومحمد الساحي (يعرف أيضا باسم محمد فلسطين) وهو كندي من أونتاريو، وياسر علي خان من أونتاريو أيضا. وجرى تحويل المعتقلين الى المحكمة، فيما يجري التنسيق مع السلطات الكندية للقبض على الفارين.