أعلن رئيس حركة «النهضة» التونسية راشد الغنوشي إن رئيس الوزراء المكلَّف الحبيب الصيد يسير في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركتهم، فيما أعلن الوزير المكلَّف بالأمن رضا صفر عودة مئات المقاتلين التونسيين من سورية إلى بلادهم. وواصل الصيد أمس، الجولة الثانية من مشاورات تشكيل الحكومة التي يُنتظر عرضها على البرلمان مطلع الأسبوع المقبل. وصرح الغنوشي إثر لقائه رئيس الوزراء المكلف مساء أول من أمس، بأن الأخير سيدخل تغييرات جوهرية على تركيبته الحكومية ما سيسمح بمشاركة أطراف سياسية أخرى، مشيراً إلى أن «مشاركة حركة النهضة في الحكومة واردة جداً». وأضاف أن «المفاوضات أكدت أن كل حزب سيختار ممثليه في الحكومة والنهضة قدمت ممثليها لتولي مناصب وزارية للرئيس المكلّف» من دون أن يذكر أسماء. وبحثت الجهات المشاركة في مشاورات التشكيل إمكانية إشراك 3 وزراء من «النهضة» في الحكومة، ومن بين الاسماء المطروحة وزير حقوق الانسان والقيادي النهضوي البارز سمير ديلو والناطق باسم الحركة زياد العذاري الذي أكد أن اسمه مطروح للمشاركة في الحكومة. كما تأكدت مشاركة حزب «آفاق تونس» الليبرالي في حكومة الحبيب الصيد، في انتظار التفاوض بشأن مطالب هذا الحزب والحقائب الوزارية التي يطلبها. وسيعرض رئيس الوزراء المكلف فريقه الوزاري الجديد على البرلمان الثلثاء المقبل، آخر موعد لتقديم الحكومة لنيل الثقة وفق الدستور. وكان الرئيس المكلف أجل عرض تشكيلته الحكومية على المجلس مطلع الأسبوع الجاري، نظراً الى أن موازين القوى داخل البرلمان والاحزاب الرافضة لهذه الحكومة تشير إلى أنها لن تحظى بثقة اعضاء المجلس، ويجب على الحكومة ضمان 109 أصوات على الأقل لنيل الثقة. في سياق آخر، أكد الوزير المكلف بالأمن رضا صفر أمس، عودة أكثر من 500 جهادي تونسي إلى البلاد بعد قضاء سنوات في القتال ضد النظام السوري، مشيراً إلى أن السلطات ألقت القبض على عدد كبير منهم في حين يخضع البعض الآخر لمراقبة أمنية. وقال صفر إن «العدد الإجمالي للجهاديين التونسيين حالياً بلغ 2800 جهادي قُتل منهم 600 وعاد 568 آخرون»، موضحاً أن 90 في المئة من المقاتلين التونسيين في العراق وسورية ينتمون إلى «داعش».