أثارت التشكيلة الحكومية التي قدمها رئيس الوزراء التونسي المكلَّف الحبيب الصيد أول من أمس، انتقادات واسعة من جهات سياسية وجمعيات وحقوقيين، في حين يجتمع مجلس شورى حركة «النهضة» الإسلامية اليوم لتحديد موقفه النهائي من الحكومة العتيدة. واستبعدت «الجبهة الشعبية» اليسارية منح ثقتها للحكومة على اعتبار أنها لا تمثل طيفاً واسعاً من القوى السياسية التونسية. وقال الناطق باسمها حمة الهمامي في تصريح إلى «الحياة» إن «ملامح حكومة الحبيب الصيد سلبية وعدد من وزرائها يثير التساؤلات بخاصة وزير الداخلية»، القاضي محمد ناجم الغرسلي . وأضاف الهمامي أن «الجبهة الشعبية ستحدد موقفها النهائي من الحكومة يوم الأحد. وهذه حكومة لا تمثل سوى حزبين فقط» (نداء تونس والاتحاد الوطني الحر)، مستبعداً أن يمنح نواب اليسار ثقتهم لهذه الحكومة. وأثارت تسمية الغرسلي وزيراً للداخلية انتقادات واسعة على اعتبار أن هذا الأخير عمل محافظاً للمهدية (محافظة ساحلية شرق البلاد) مع حكومة «النهضة»، إضافة إلى أنه كان من القضاة الموالين للنظام السابق قبل الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل 4 سنوات. يذكر أن حزب «آفاق تونس» غادر المشاورات قبل تقديم التشكيلة الحكومية بساعتين، معتبراً أنها لا تستجيب لتطلعات التونسيين. ورأى الحزب أن الصيد لم يحسن التعامل مع القوى السياسية التي عبرت عن استعدادها للمشاركة في الحكومة. ويواجه الصيد مطلع الأسبوع المقبل أول امتحان له عند عرض تشكيلته أمام البرلمان لنيل الثقة. وهو ضمن حتى الساعة تصويت مئة ونائبين (86 من نداء تونس و16 نائباً من الاتحاد الوطني الحر) لصالح حكومته، ما لا يكفي لنيل الثقة التي تستوجب تصويت 109 من أصل 217 نائباً. ويبقى موضوع نيل حكومة الصيد ثقة البرلمان من عدمها رهن موقف «النهضة» (ثاني قوة في المجلس ب69 نائباً) التي يعقد مجلس الشورى فيها اليوم اجتماعاً لتحديد موقف نهائي. وقال الناطق باسم حركة «النهضة» زياد العذاري ل«الحياة» إن حركته كان تأمل في أن يتم إشراك أكبر عدد من القوى في الحكومة الجديدة، من دون أن يحدد ما إذا كانت الأمور نحو منحها الثقة أو حجبها عنها. في سياق آخر، عبّر النائب التوهامي العبدولي، الذي سُمّي وزيراً للدولة للشؤون الخارجية عن استعداد الحكومة لإعادة العلاقات الديبلوماسية مع سورية بعد انقطاع دام ثلاث سنوات. على صعيد آخر، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره التونسي الباجي قائد السبسي في العاصمة التونسية أول من أمس، ليصبح أول رئيس عربي يزور تونس بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة.