أكد مسؤول رفيع باللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن إنجاز مشاريع الملاعب الدولية والبنية التحتية اللازمة لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، أن البلد العربي لم يشهد «حادثة واحدة جسيمة»، أو «حالة موت واحدة لأي عامل» كما أشاعت تقارير صحافية، فيما اعتبر أن توجه كرة القدم نحو الشرق «بات أمراً طبيعياً». وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) في الدوحة، قال المدير التنفيذي للاتصال والتسويق في اللجنة العليا للمشاريع والإرث ناصر الخاطر: «ليس لدينا حالة وفاة واحدة بين العمال الذين يعملون في منشآت كأس العالم، وليس لدينا حادثة واحدة جسيمة». وتحدث الاتحاد الدولي لنقابات العمال عن سقوط ضحايا وسط عمال نيباليين أثناء العمل في بناء ملاعب المونديال القطري. ويضيف باقتضاب: «أنا لا أريد الدخول في نوايا الناس، أو في نوايا مؤسسات إعلامية، أو سياسية. علينا التركيز على عملنا وعلى أن نكون في أتم الاستعداد قبل انطلاق البطولة». لكن عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الأسباب التي تجعله متيقناً من أن بلاده ستستضيف البطولة من دون أدنى شك، يغيب ذلك الاقتضاب بنسبة كبيرة: «سر يقيني هو أن قطر باتت تملك سجلاً حافلاً بالبطولات، وخبرة متراكمة في تنظيم فعاليات رياضية على مستوى عال». ويضيف الخاطر: «رأينا أن دورة الألعاب الآسيوية (آسياد) 2006 في الدوحة مثلت بالنسبة لمثيلاتها من الدورات قفزة نوعية. رأينا كذلك أن بطولة كأس العالم لكرة اليد المقامة حالياً في قطر كانت قفزة من حيث التنظيم. فما بالك بكرة القدم وهي اللعبة الشعبية الأولى في قطر والشرق الأوسط، وبكأس العالم، التي تعد أكبر بطولة في العالم». وبالعودة إلى ادعاءات الفساد، التي عادت عبر تقارير لصحيفة «صنداي تايمز» وربطت في وقت ما باسم القطري محمد بن همام - الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم - وحكومة الدوحة، على رغم أن الأخيرة أكدت دوماً أنه «مستقل تماماً» وليس له أي ارتباطات رسمية بها، يؤكد الخاطر أنه لا يعرف شيئاً عن مكان بن همام حالياً أو ما يقوم به من نشاطات، وما يجزم به هو «أن بن همام لم يكن له أي دور رسمي أو غير رسمي في ملف قطر 2022». وأقيل بن همام من «فيفا» في 2011 على خلفية الاشتباه بتورطه في قضايا فساد، فيما تشير «صنداي تايمز» إلى أنه دفع رُشى مالية لشراء دعم أعضاء باللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لأجل أن تنظم قطر مونديال 2022. ويعود المدير التنفيذي للاتصال والتسويق باللجنة العليا للمشاريع والإرث ويؤكد أن «الحملة التي نتعرض لها منذ سنوات أساسها أن بعض الدول ترى أن مثل هذه البطولة يجب أن تنظم في دول تتمتع بالعراقة في عالم كرة القدم». ويستدرك: «لكن لا بد أن نتمتع باليقين بأن العالم يتغير وكرة القدم كذلك. نرى سيطرة آسيا في كرة القدم في تزايد. جانب كبير من رعاة اللعبة باتوا يأتون من آسيا. ثقل القارة في عالم كرة القدم في ازدياد. أعتقد أنه أمر طبيعي أن تتجه اللعبة نحو الشرق». ومع انحسار الجدل بالنسبة له في مسألة إذا ما كان مونديال 2022 سيقام صيفاً أو شتاء، وليس أين سيقام، يرفض الخاطر أن يكون تأخر حسم الموعد حتى الآن سببه أن ذلك القرار في يد شركات البث التليفزيوني لكبرى البطولات الأوروبية وليس ال«فيفا» أو اللجنة المنظمة ل«قطر 2022». ويقول الخاطر: «هذا الكلام غير صحيح. كنا جزءاً من الاجتماعات التي تمت لتحديد توقيت بطولة كأس العالم، وهناك عدد من الأطراف التي سيعتمد عليها القرار النهائي، من بينها شركات البث واتحادات اللعبة وبعض الدوريات، لأن هذه الأطراف ستتأثر بشكل أو بآخر بالقرار». ويستطرد: «لكن القرار النهائي يبقى بيد الفيفا، لأنها بطولته. ما يقوم به الفيفا الآن هو استطلاع جميع آراء تلك الأطراف على أساس التوصل إلى حل يرضي الجميع. وهناك اجتماع سيعقد بالدوحة يومي 24 و25 شباط (فبراير) المقبل لحسم الأمر». واختتم الخاطر المقابلة بالتأكيد على «إنني متيقن من أن قطر ستنجح بشكل باهر، وأنها ستكون واحدة من أفضل بطولات كأس العالم على مر التاريخ».