أقتلت جماعة «بوكو حرام» المتطرفة عشرات من السكان في ولاية أداماوا شمال شرقي نيجيريا، كما هددت هاربين من هجماتها في ولاية بورنو بأنها تحضّر لهم «قبراً ضخماً» في مدينة مايدوغوري، عاصمة الولاية. وقال أمادو كامالي الذي يمثل منطقة ميشيكا في أداماوا، إن أكثر من 40 شخصاً قُتلوا في 7 قرى في الولاية، إذ أحرقت الجماعة منازل ومساجد ونهبت منازل ومؤسسات تجارية. وأشار إلى غياب الجيش من أجل حماية المدنيين، فيما تنقّل مسلحو «بوكو حرام» من «منزل إلى منزل وقتلوا الناس، حتى المسنّين»، علماً أن الجماعة تسيطر على ميشيكا منذ نحو 5 أشهر. وذكر أن «الجثث تتوزع في القرى، والمسلحين ذبحوا الناس مثل حيوانات»، مضيفاً أن المسلحين خطفوا نساء وأطفالاً. وتابع أن حوالى 70 في المئة من السكان فرّوا من منازلهم، معظمهم إلى مدينة يولا، عاصمة أداماوا التي لجأ إليها سابقاً مئات الآلاف، فيما يختبئ آخرون في سلسلة الجبال المحاذية للكاميرون. وذكر مسؤول في وكالة إدارة الطوارئ أن «الناس محاصرون في الجبال ولا يمكن الوصول إليهم». في مايدوغوري التي تبعد نحو 200 كيلومتر من ميشيكا، قالت امرأة فرّت من بلدة مونغونو التي سيطرت عليها «بوكو حرام» الأحد الماضي، إن المسلحين «أبلغونا أنهم يطاردوننا لكي نهرب إلى قبر ضخم يُعدّونه لنا في مايدوغوري»، حيث «لن تكون هناك رحمة». وفرّ حوالى 200 ألف شخص إلى مايدوغوري، أضخم مدينة في شمال شرقي نيجيريا، فيما صدّت القوات الحكومية هجوماً شنّته «بوكو حرام» الأحد الماضي، أسفر عن مقتل حوالى 200 مسلح، كما أعلنت أجهزة الأمن. في أديس أبابا، حذرت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة لمنطقة الساحل هيروت جبر سيلاسي من أن المنطقة معرّضة لخطر الجماعة. وقالت: «حان وقت التحرك وإدراك الخطر الذي تمثله بوكو حرام على مجمل القارة الأفريقية». واعتبرت أن «نيجيريا لا يمكنها أن تحمل المشكلة بمفردها»، وزادت: «لم يعد وجود بوكو حرام مقتصراً على نيجيريا. بدأنا نشهد تدفقاً للاجئين إلى النيجروالكاميرون وحتى تشاد». وتحدثت عن «معسكر تدريب» للجماعة في شمال مالي. ودعت جبر سيلاسي أبوجا إلى «تحسين تقبّلها» قوة عسكرية إقليمية أنشأتها 6 من دول المنطقة عام 2014، لكنها تواجه صعوبات في بدء العمل بسبب الخلافات بين نيجيريا وجيرانها (الكاميرونوتشادوالنيجر وبنين). وستشكل مكافحة «بوكو حرام» موضوعاً أساسياً في قمة رؤساء دول الاتحاد الأفريقي التي تبدأ اليوم في إثيوبيا. إلى ذلك، حض قائد القوات الأميركية في أفريقيا الجنرال ديفيد رودريغيز أبوجا على بذل «جهود ضخمة ومتعددة المصادر، لتغيير وضع يستمر في التطور في اتجاه الأسوأ» لمواجهة الجماعة. وأضاف أن الولاياتالمتحدة تعمل مع النيجيريين من أجل مساعدتهم في وضع استراتيجية «شاملة، لا عسكرية فقط».