في خطوة تهدد بإقحام الكاميرون رسمياً في الصراع الدموي في نيجيريا المجاورة، شنّت جماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتطرفة في نيجيريا، هجوماً على منزل نائب رئيس وزراء الكاميرون في بلدة حدودية، وخطفت زوجته وآخرين كما قتلت ثلاثة أشخاص على الأقل. في الوقت ذاته، أعلنت الشرطة مقتل خمسة أشخاص وجرح ثمانية بقنبلة أُلقِيت على مصلّين لدى خروجهم من كنيسة كاثوليكية في مدينة كانو شمال نيجيريا. وقال مسؤول في الشرطة إن انتحارية كانت تعتزم دخول جامعة كبرى في كانو وتحمل قنبلة خبأتها تحت حجابها، فجّرت نفسها لحظة اعتقالها، ما أدى إلى جرح خمسة شرطيين. وأشار وزير الإعلام الكاميروني عيسى تشيروما إلى «تعرّض منزل أمادو علي، نائب رئيس الوزراء، إلى هجوم وحشي من مسلحي بوكو حرام» في كولوفاتا شمال الكاميرون، أوقع ثلاثة قتلى على الأقل. وذكر أن المسلحين «أخذوا زوجة» علي ومساعدتها في المنزل، كما خطفوا زعيماً دينياً محلياً يُدعى سيني بوكار لامين، وهو رئيس بلدية، بهجوم منفصل على منزله. ونسبت وكالة «رويترز» إلى قائد عسكري كاميروني في المنطقة قوله إن حراس أمادو علي الذي كان في منزله مع عائلته، نقلوه إلى بلدة مورا مجاورة. ورجّح ارتفاع ضحايا الهجوم، معتبراً أن «الموقف خطر جداً». وهذا ثالث هجوم تشنّه «بوكو حرام» في الكاميرون منذ الجمعة الماضي. الهجومان السابقان اللذان أسفرا عن مقتل أربعة جنود على الأقل، تزامناً مع إصدار محكمة في الكاميرون أحكاماً بالسجن تراوحت بين 10 و20 سنة، على حوالى 22 شخصاً اتُهِموا بالانتماء إلى «بوكو حرام» وتحتجزهم ياوندي منذ آذار (مارس) الماضي. وكانت الكاميرون نشرت أكثر من ألف جندي على حدودها النائية مع نيجيريا، بعد تعرّضها لضغوط من الدولة المجاورة لتكثّف جهودها لمحاربة «بوكو حرام»، إذ تعتقد أبوجا بأن الجماعة تريد أن تجعل الكاميرون قاعدة خلفية لها، في إطار سعيها إلى إقامة دولة إسلامية. وتعهدت قبل أيام نيجيرياوالكاميرونوالنيجروتشاد، تشكيل وحدة مشتركة ل «التخلّص من لعنة» جماعة «بوكو حرام»، كما قال وزير دفاع النيجر كاريديو محمد. وتشارك كل دولة في الوحدة بحوالى 700 فرد، علماً أن الدول الأربع تتشارك الحدود في منطقة بحيرة تشاد، وهي معقل ل «بوكو حرام».