تكتمت إسرائيل على ما دار في جلسة المشاورات الأمنية التي ترأسها رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب ظهر أمس للبحث في سبل الرد على العملية التي نفذها «حزب الله»، وتركت للسياسيين خارج دائرة صنع القرار والمعلقين العسكريين والسياسيين التكهن بطبيعة الرد وحجمه. واتفق هؤلاء على أن «الرد الإسرائيلي آتٍ بكل تأكيد». وترك البث المباشر المتواصل لقنوات التلفزة الانطباع بأن الرد سيكون خلال ساعات المساء. وأفادت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي بأن «ساعات المساء المتقدمة ستكون مصيرية لجهة تحديد طبيعة الرد وحجمه». وبعد خمس ساعات من العملية اعترفت إسرائيل بمقتل جنديين وإصابة سبعة آخرين بجروح بسيطة إلى متوسطة. ونفت قطعياً ما أشيع عن أن أحد جنودها وقع في الأسر. وترددت أنباء في ساعات المساء الأولى بأن الجيش أرسل إمدادات الى الحدود مع لبنان وأنه أصدر تعليماته لسكان الشمال بالتزود بالمؤن تحسباً لاندلاع الحرب. وهددت وزير الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبني ليفني إيران و»حزب الله» برد «صارم» على عملية مزارع شبعا. وقالت: «عليهما أن يعيا أن رد إسرائيل على استهداف جنود جيش الدفاع أو المدنيين سيكون صارماً وبلا هوادة»، مشددة على أن «الجيش الإسرائيلي مستعد للدفاع على أكمل وجه ولأي سيناريو قد يحدث وعلى الجبهات كافة». وكان رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال بيني غانتس قضى ساعات في مقر «القيادة الشمالية» حيث ترأس جلسة مشاورات مع قائد المنطقة الشمالية وأركانها، ثم توجه إلى تل أبيب لإطلاع وزير الدفاع موشيه يعالون على اقتراحات الجيش، على أن ينقلا توصياتها إلى نتانياهو ليبت فيها. وكان غانتس شارك مع وزير الدفاع يعالون في جلسة المشاورات التي ترأسها نتانياهو في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب. وتوعد نتانياهو قبل أن يغادر بلدة سديروت المحاذية لقطاع غزة التي كان يزورها عند وقوع العملية متوجهاً الى تل أبيب برد قاسٍ على غرار ما فعله الجيش في قطاع غزة الصيف الماضي. وقال: «اقترح أن نرى ماذا حصل هنا... ليس بعيداً من هنا في قطاع غزة، تلقت «حماس» في الصيف الأخير أشد الضربات منذ إقامتها... والجيش جاهز للرد بكل قوة وعلى مختلف الجبهات... الأمن قبل كل شيء، والأمن هو أساس كل شيء». ومن بكين، دعا وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى تغيير المراقبة القائمة على الرد على أية عملية بالمثل. ودعا إلى أن يكون الرد «عنيفاً وغير متناسب». ورأى معلقون عسكريون أن إسرائيل لن تسمح لنفسها بألا تكون لها الكلمة الأخيرة مضيفين أنها ليست معنية باشتعال واسع. وقالت المعلقة العسكرية في الإذاعة العامة إن عملية «حزب الله» فاجأت الجيش «ما يستدعي تساؤلات حول مدى تأهبه». وأضافت أن «دينامية التطورات هي التي ستقرر في نهاية الأمر ما إذا كنا بصدد حرب ثالثة على لبنان». وذكرت القناة العاشرة أن «حزب الله» حمّل قائد قوات «يونيفيل» الجنرال لوتشيانو بوتولانو رسالة تقول إنه ليس معنياً بالتصعيد وانه يكتفي بالعملية التي نفذها بمثابة الرد على قتل عناصره والجنرال الايراني في القنيطرة الأسبوع المقبل. وقال المعلق العسكري في القناة إن اختيار «حزب الله» عمداً موقعاً عسكرياً إسرائيلياً في منطقة يعتبرها محتلة يقول إنه ليس معنياً بقتل مدنيين أو استهداف هدف يهودي أو إسرائيلي في العالم، أي أنه ليس معنياً بحرب جديدة».