ودّعت إسرائيل وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل بامتنان شديد على صفقة الأسلحة الجديدة التي قررت واشنطن بيعها لها. وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في أعقاب لقائه الوزير الأميركي صباح امس قبل مغادرة الأخير تل أبيب متوجهاً إلى الأردن، إن إسرائيل تثمّن عالياً الدعم العسكري الأميركي لها، معتبراً هذا الدعم تأكيداً على عمق التحالف القائم بين البلدين. وكرر تصريحاته بأن إسرائيل لن تسمح بوضع تبلغ فيه إيران قدرات نووية. في المقابل، شدد هاغل على «حرص الولاياتالمتحدة على تمتين علاقاتها الأمنية بإسرائيل» والتي اعتبرها أقوى من أي وقت مضى، ليس فقط على الصعيد العسكري. وأضاف أن الجولات التي قام بها برفقة نظيره الإسرائيلي موشيه يعالون عند الحدود الشمالية لإسرائيل (مع لبنان وسورية) أتاحت له الوقوف عن كثب على «التحديات الكبيرة التي تواجهها إسرائيل». من جانبه، اعتبر يعالون زيارة هاغل «ناجحة»، مشيراً أيضاً إلى العلاقات الوطيدة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة على الصعد كافة. وأشار مراقبون إلى أن هاغل بذل جهداً خاصاً خلال أيام مكوثه في إسرائيل ليقنع أركانها وقادتها في الحزب الجمهوري في الولاياتالمتحدة، بأنهم أخطأوا حين عارضوا تعيينه، وبأن «لا أساس لمخاوفهم التي سبقت تعيينه وزيراً للدفاع». ورأى المعلق العسكري في «هآرتس» عاموس هارئيل أن التكتم على جوهر المحادثات التي أجراها هاغل في إسرائيل تعكس «الواقع الاستراتيجي الجديد» في العلاقات بين البلدين القائم أساساً على وجوب التنسيق التام في الخطوات التي يقوم بها أحد البلدين، معتبراً التكتم استمراراً للتكتم عن لقاء الرئيس باراك اوباما مع نتانياهو في تل أبيب قبل شهر. وأضاف أن التصريحات التي أطلقها هاغل ويعالون ورئيس هيئة أركان الجيش الجنرال بيني غانتس تحمل رسالة واحدة تقول إن الوضع الإقليمي المستجد وغير المستقر في الشرق الأوسط يستوجب من إسرائيل أكثر من أي وقت مضى «ضمان تعاون استراتيجي» مع الدول الصديقة، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، وتحالفات مع دول جارة مثل تركيا، في أعقاب المصالحة التي تمت بين البلدين بجهود أميركية. وتابع أن يعالون كان واضحاً في محاضرته مساء أول من أمس في المؤتمر الذي عقده معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، بتأكيده أهمية التعاون الدولي كلَبنة إضافية في الرؤية الأمنية الإسرائيلية التي كانت تقوم في السابق فقط على «التحذير والردع والحسم»، وأضيف إليها في السنوات الأخيرة العنصر الدفاعي. واعتبر المعلق صفقة الأسلحة الجديدة التي تريد الولاياتالمتحدة منحها لإسرائيل «سيلزم إسرائيل أن تنسق خطواتها في القضية الأكثر حساسية: معالجة الملف النووي الايراني على نحو يقيّد استقلاليتها في هذا الموضوع، و «ذلك رغم الضريبة الكلامية التي دفعها هاغل خلال زيارته لإسرائيل، وقبله الرئيس اوباما بأن لإسرائيل الحرية الكاملة في التحرك من أجل حماية نفسها وأمنها». وأضاف أن الصفقة الجديدة من الأسلحة هي أولاً تعويض أميركي لإسرائيل على نية الولاياتالمتحدة بيع أسلحة لدول عربية، لكنها أيضاً جاءت «لتقليل شهية إسرائيل لضرب ايران من دون ضوء أميركي أخضر».