عاد الهدوء النسبي الى عين العرب (كوباني) شمال سورية، حيث بدا الدمار في المدينة بعد طرد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، في وقت واصلت «وحدات حماية الشعب» الكردي تقدمها في ريف عين العرب بغطاء من غارات مقاتلات التحالف الدولي - العربي. وقال الجيش الأميركي ان الولاياتالمتحدة والدول المشاركة معها في التحالف الدولي - العربي شنت 13 ضربة جوية قرب عين العرب خلال الاربع والعشرين ساعة الأخيرة في اطار حملتها المتواصلة لطرد «داعش» من المدينة السورية الحدودية. وقالت قوة المهمات المشتركة في بيان ان الغارات «قصفت وحدات تكتيكية للدولة الاسلامية وعربة ودمرت تسعة مواقع قتالية ومنطقة شن هجمات وثلاثة مبان». وتمكنت «وحدات حماية الشعب من قرية كولمت ومطعم سيران على طريق حلب جنوب كوباني ليل الثلاثاء في عملية شنتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية»، بحسب بيان لها. وأضافت ان القوات الكردية «حررت قرية كولمت ومطعم سيران بمساندة قوات التحالف الدولي والبيشمركة، حيث فر عناصر تنظيم «داعش» باتجاه قرية ايدقوي جنوبالمدينة على طريق حلب بعدما تكبد التنظيم خسائر بشرية في صفوفه». وكان مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية (بنتاغون) أعلن أن «طرد المقاتلين الأكراد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من مدينة كوباني أوقف تقدّم التنظيم المتشدد، لكن ذلك لا يمثل نقطة تحوّل مهمة في الحملة الشاملة عليه». وأضاف المسؤول أن «تقهقر التنظيم في المدينة التي دمرتها الحرب لا يعني أن يعلن أي شخص إنجاز المهمة في الحملة الدولية على داعش» الذي استولى على أجزاء من سورية والعراق. وقال المسؤول: «جرت استعادة 90 في المئة من المدينة، ومقاتلو التنظيم بدأوا الانسحاب من المدينة، سواء كان ذلك استناداً لأوامر أو لانهيار صفوفهم»، مشيراً إلى أن عدد مقاتلي «داعش» الذين قُتلوا يزيد على ألف. وتمكن مراسل ل «فرانس برس» من الدخول الى عين العرب. وأشار الى انه لم يتبق في الجزء الشرقي من المدينة الذي بات تحت السيطرة التامة للمقاتلين الاكراد سوى الركام والمباني المتداعية بسبب القصف المكثف. ومنيت الاحياء الغربية بأضرار اقل حيث أمكن مشاهدة بعض السكان المدنيين، وفق مراسلي «فرانس برس». وعاد هدوء نسبي إلى شوارع المدينة، غير ان المعارك انتقلت الى الريف، ذلك بعدما أعلن بيان ل «وحدات حماية الشعب» نشر في وقت متأخر من ليل الإثنين انه «تم تحرير مدينة كوباني بشكل كامل من مرتزقة داعش منذ 133 يوماً». وساعدت الضربات الجوية لمقاتلات التحالف الدولي - العربي الذي تقوده الولاياتالمتحدة وجهود مقاتلي قوات البيشمركة العراقية الكردية «وحدات حماية الشعب الكردية» السورية في معركتها ضد «داعش» بعدما ناشدت المجتمع الدولي مساعدتها خلال حصار المدينة. الى ذلك، افاد مراسل وكالة «فرانس برس» ان الحدود بين تركيا وسورية لا تزال مغلقة بالكامل الاربعاء قبالة مدينة عين العرب بعد يومين على انتصار المقاتلين الاكراد. وقال مسؤول في الهيئة الحكومية التركية المكلفة الاوضاع الطارئة رافضاً الكشف عن اسمه: «لن نسمح بدخول اي لاجئ حتى اشعار آخر». ونشرت السلطات التركية عناصر من الدرك والجنود في محيط مركز مرشد بينار الحدودي على بعد كيلومترات من مدينة سوروتش (جنوب) بهدف منع اي دخول للاجئين. واستخدمت قوات الامن التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لصد مجموعات من الاشخاص كانت تقترب من الحدود، فيما احتشد آلاف المتظاهرين قرب مركز مرشد بينار الحدودي للاحتفال باستعادة المدينة التي كان تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر على اجزاء منها. وعمدت السلطات التركية امس الى نقل مئات اللاجئين السوريين من اماكن اقامتهم الحالية نحو مخيم جديد فتح قبل ايام قرب سوروتش بقدرة استيعاب تصل الى 35 الف شخص. وهذا المخيم هو الاكبر الذي تقيمه تركيا على اراضيها لاستقبال اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم.