استمع مجلس الأمن في جلسة مغلقة أمس الى إحاطة شفوية حول تقرير الأمين العام للأمم المتحدة في شأن تنفيذ القرار 1559 عرضها مبعوثه الخاص لمراقبة تنفيذ هذا القرار، تيري رود – لارسن، أكد فيها أن «العرقلة الأساسية المتبقية أمام التنفيذ التام للقرار هي استمرار وجود نشاطات الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية». وقال إن «حزب الله يمتلك ترسانة عسكرية ضخمة بقدرة وبنية تحتية منفصلة عن الدولة، وهذا يشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن 1559، إذ ان هذه الترسانة تتحدى بصورة مباشرة سيادة الدولة اللبنانية»، وأن «سلسلة الأحداث في الأشهر الماضية تفيد بأن «حزب الله» ينخرط في نشاطات عسكرية خارج الحدود اللبنانية، ومثل هذه النشاطات تتناقض مع أجندة «حزب الله» الوطنية المعلنة وهي تشكل تهديداً للاستقرار في المنطقة». وأكد لارسن أن «إسرائيل لم تنسحب من الجزء الشمالي للغجر ما يشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية». ولفت الى أن الجهود الديبلوماسية المعنية بمسألة مزارع شبعا «لم تؤد الى نتيجة إيجابية بعد». وقال إن «الغارات المستمرة للطائرات الإسرائيلية وللعربات الجوية التي تخترق الأجواء اللبنانية مستمرة بانتهاك السيادة اللبنانية. إننا قلقون من التقارير التي تفيد بتسريب الأسلحة الى المجموعات المتطرفة» في لبنان، مشدداً على الجهود والأهمية التي يوليها الأمين العام بان كي – مون لمسألة ترسيم الحدود بين لبنان وسورية كما دعا إليه القرار 1680 والتي لم تؤد الى نتيجة». وأكد أن «المجموعات المسلحة غير اللبنانية تشكل خطراً جدياً يهدد استقرار لبنان وسيادته»، لافتاً الى «القواعد العسكرية الفلسطينية التي تديرها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة وفتح الانتفاضة في لبنان». وقال: «إن وجود هذه القواعد العسكرية، انتهاك للقرار 1559، وما زال يطال من السيادة اللبنانية ومن سلطة الحكومة». وتناولت الإحاطة الشفوية التي عكست التقرير المفصل الذي قدمه بان كي مون الى مجلس الأمن الوضع السياسي المحلي في لبنان ودعت الى الاستفادة من «الزخم» الذي أتى عبر الانتخابات البرلمانية. وقال رود لارسن: «هذا الزخم، ومعه جهود الوفاق الإقليمية، يجب أن يؤدي الى الاستكمال السريع لتشكيل حكومة جديدة». وقال رود لارسن انه يأمل بأن تؤدي عملية تشكيل الحكومة الى نتيجة قريباً تتكلل «بتشكيل حكومة تحظى بثقة البرلمان». وأضاف: «ونحن نتوقع أيضاً أن تلزم الحكومة الجديدة نفسها بصورة قاطعة بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن المعنية بلبنان. فهدفنا هو مساعدة لبنان على الاحتفاظ بالإطار السياسي الشامل لتعايشه – كما نص عليه اتفاق الطائف في أجواء حرة خالية من العنف والتخويف». وزاد: «حان الوقت ليُكمِل «حزب الله» تحوله حصراً الى حزب سياسي وأن يتخلى عن سلاحه بما يتماشى مع اتفاق الطائف. فهذه هي المسألة المركزية في الحوار السياسي اللبناني. وهي أساسية لاستعادة السيادة الكاملة للبنان ولوحدة أراضيه ولاستقلاله السياسي». وتابع رود لارسن: «إننا ندرك الأبعاد الإقليمية لهذه المسألة ونحن نحض الأطراف الإقليمية التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع «حزب الله» على التشجيع بالاتجاه نفسه. فهذه مسألة حيوية للسلام والاستقرار الإقليمي».