«أنا مؤمنة بأن العاملات في السجون عندما يتم تأهيلهن، وينفذن القوانين واللوائح ويعملن على تدريباتهن بالشكل المطلوب، سيكونن قادرات على تأدية الدور المطلوب منهن بالشكل الصحيح»... هذا ما تقوله مديرة سجن دبي فوزية الملا، التي جاءت إلى جدة لتقدم ندوات ومحاضرات خاصة للعاملات من جميع المناطق تحت رعاية جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، خصوصاً أنها تقدم دورات على مستوى الخليج في العلوم الأمنية. «الحياة» التقت الملا التي تشارك في هذه الدورات للمرة الخامسة، تقول: «وجدتُ أن غالبية القوانين متفق عليها مع جميع دول العالم، أما نظام الإدارة ففيه بعض الاختلاف، ونعتبر في دبي متقدمين نوعاً ما في السجون النسائية، لأننا نعتبر كإدارة فرعية مستقلة ولها أقسامها، ومنفصلين، فلدينا الكادر الخاص والوضع الإداري المختص، حالنا حال سجون الرجال، أما في السعودية فلا يزال سجن النساء جزءاً من سجن الرجال». وتطالب الملا أن يتم تكثيف دورات متخصصة في العلوم الأمنية باستمرار «لحاجة العاملات في السجون السعودية لهذه التدريبات والدورات العسكرية والأمنية، لأن من تعمل في هذا المجال يجب أن تكون متخرجة في كلية الشرطة، وأن تتلقى لمدة ستة أشهر على الأقل العلوم الميدانية أو العسكرية، سواء في السلاح أو المشاة أو التعامل مع المسؤولين، لتكون على الأقل مؤهلة تأهيلاً يخفف عليها الأعباء ويساعدها على التكيف في بداية عملها، ثم تحظى مستقبلاً بالتدريب الكافي لأنه أمر مهم في العمل العسكري». وتعتبر الملا أن العاملات في السجون السعودية مثقفات ومتحمسات للحصول على أي معلومات تفيدهن في العمل وتطور من قدراتهن، ويتناقشن معها في جميع الأمور التي تم تحديد محاورها، وهن ملتزمات ويبحثن عن أي معلومة من الناحية الأمنية. وتقول مديرة سجن دبي: «لم أطلع على نسخة من القوانين المطبقة لدى المؤسسات السعودية، لكن من خلال تعاملي مع المشاركات في جميع الدورات التي أقيمت، يوجد الكثير من بعض اللوائح المختلفة، فعلى سبيل المثال لا يوجد في سجون دبي تفرقة بين مواطنة ووافدة، لأن المواطنات المسجونات لدينا يشكلن نسبة 3 في المئة من العدد الكلي، و99 في المئة من الوافدات، ويوجد لدينا برامج مختلفة للمواطنات لإعادة تأهيلهن». ونوهت الملا إلى أنها أعجبت بفكرة تخصيص سجون للسعوديات فقط، وقد طالبت بتنفيذها في سجون دبي بحيث يكون للمواطنات سجن خاص لهن، ولكن عدم وجود عدد كبير من السجينات يُصعب التنفيذ، بحسب قولها. واعتبرت فوزية أن ما يميز السجون النسائية في السعودية أن السجينات يتجاوزن ال 30 عاماً، كما أن لديهن امتيازات، فلا يشدد على وضعها في السجن ولها مكان مختلف، في حين أن السجينات في سجون دبي تبدأ أعمارهن من 18». وأشارت إلى ضرورة إنشاء مبانٍ حديثة للسجون النسائية في السعودية تعتمد على التقنية وقلة الاحتكاك ما بين السجين والقائمين على حراسة الشرطة ليقل التوتر والضغط عليهن، تقول: «هذا ما يعتمده النظام الاسترالي الذي يركز على السيطرة الأمنية العالية ولا يحتاج لعدد كبير من العاملات، إذ ترصد التحركات من خلال كاميرات». وأوضحت الملا أنها حاولت من خلال المحاضرات التي شاركت فيها متدربات من جميع مناطق السعودية، أن تنقل تجربتها، وركزت على إعطاء المتدربات مهارات التعامل مع السجينة، وعلى ثلاث نقاط في وظائف السجن: «الوظيفة العقابية، والتأكد من تنفيذها للأحكام وقدرتها على ذلك، والمحافظة على أمن السجينات والعاملات، وأخيراً الإصلاحية، فمن خلال شخصية كل واحدة وطريقة تعاملها يتغير الفكر الإجرامي لدى النزيلات للأفضل، وتتطور مهاراتهن، وذلك عبر التعرف على نقاط القوة والضعف لدى كل نزيلة والمهارات التي تكتسبها خلال فترة محكوميتها». وأشارت الملا إلى أن موظفات السجون لهن مواصفات معينة، إلى جانب الذكاء الشرطي والتأهيل الميداني والعلمي والنفسي بالدرجة الأولى، فبرأيها: «ليس كل رجل وامرأة يمكن أن يكونا عسكريين، كما أن العسكريين لا يصلحون لجميع الأماكن، لأن موظفي السجون يتعاملون مع فئات من المجتمع لديها درجة عالية من الإجرام والانحراف السلوكي والاجتماعي، وعلى درجة من الذكاء، ودور السجان المرأة أو الرجل المحافظة على الأمن والسيطرة على الوضع، فلذلك يجب أن يكونوا على كفاءة ولياقة وذكاء وتأهيل من حيث التعامل ليحققن الأهداف من دون أي مخالفات، فكثيراً ما نسمع عن جرائم يرتكبها ضباط السجون والقائمين على الحراسة، أو سجانين تعاطفوا مع السجين بطريقة خاطئة ما يؤثر على نزاهتهم وولائهم لعملهم». وأضافت الملا أن: «البنية الجسمية ضرورة لمن يعمل في السجون، خصوصاً في مجال الحراسة، فالأجهزة التي تساعد كالسلاح وغيرها لا تكفي، فيجب أن يكون الأفراد مؤهلين بدنياً ليتمكنوا من السيطرة، أما القائمون على الوظائف الإدارية فمطالبون بمؤهلات مختلفة».