ردت هيئة الهلال الأحمر السعودي على رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى الدكتور طلال بكري الذي انتقد التقرير السنوي ل«الهيئة» خلال مناقشته أخيراً، ثم أتبعه بتعقيب وصف فيه إسعاف «الهلال الأحمر» ب«الزاحف» وتهكم على طريقة إعلانها عن وظائفها، في الوقت الذي أعلن مجلس الشورى تبرأه من تصريح بكري. وقال رئيس هيئة الهلال الأحمر الأمير فيصل بن عبدالله على هامش توقيع اتفاق مع هيئة المدن الصناعية أمس: «كان من الأفضل لمجلس الشورى أن يناقش تقرير أي جهة في العام ذاته (الذي أعد فيه) لا أن يناقش تقريراً مضى عليه أكثر من ثلاثة أعوام». وطالب مجلس الشورى «بإيجاد ممثل لأي جهة يطرح تقريرها للنقاش حتى يرد على الاستفسارات المتعلقة بالتقرير وليس إلقاء التهم جزافاً وعبر الصحف». وسارع مجلس الشورى إلى إصدار بيان أمس حول الجدل الذي دار بين الدكتور بكري والمدير التنفيذي لمشروع التشغيل الذاتي في هيئة الهلال الأحمر الدكتور موفق البيوك قال فيه: «إن ما جاء في آراء ونقاشات ورؤى حيال مناقشة التقرير السنوي لهيئة الهلال الأحمر لعام 2007 الذي تم عرضه أخيراً في المجلس وانتقادات الأعضاء تعبّر عن وجهة نظر الأعضاء ولا تمثل رأي المجلس الرسمي». وذكر المتحدث باسم المجلس الدكتور محمد المهنا في البيان أن الحرية المسؤولة التي يتمتع بها مناخ المجلس تحت قبته تضمن للجميع إفساح المجال للحوار والنقاش وإبداء الرأي والرأي الآخر من أجل الوصول للمصلحة العامة بقرار الغالبية. وتابع: «تؤمن إدارة المجلس بأن يكون الحوار داخل جلساته راقياً خاضعاً لمعايير من الحرية والاحترام المتبادل وأن ما يعبّر به بعض الأعضاء عن آرائهم لا تمثل بالضرورة رأي المجلس الرسمي». وشدد المهنا على أن مجلس الشورى وأعضاءه يقدرون الجهود التي تبذلها هيئة الهلال الأحمر السعودي من أجل تطوير الخدمات الإسعافية في المملكة والتوسع في افتتاح المراكز الإسعافية في مختلف أرجاء الوطن، مؤملين أن تسهم في الارتقاء بالعمل الإسعافي. وكان المدير التتنفيذي لمشروع التشغيل الذاتي في «الهلال الأحمر» الدكتور موفق البيوك اعترض على مداخلات بعض أعضاء مجلس الشورى عند مناقشة التقرير السنوي، فعاد بكري وشن هجوماً عنيفاً على «الهيئة» ووصف إسعافها ب«الزاحف»، واتهمها بأنها أعلنت وظائفها ب«الحبر السري» أو وضعت شروطاً تعجيزية، وهو ما أدى إلى قلة عدد السعوديين الذين تقدموا لشغلها. بكري: العادة أن نقول الحشرات «الطائرة» ترادفها «الزاحفة» لم يتراجع رئيس لجنة الشؤون الأسرية والشباب في مجلس الشورى الدكتور طلال بكري عن وصفه إسعاف الهلال الأحمر ب«الزاحف»، لكنه برر نعته هذا بما جرت عليه «العادات». وقال في اتصال هاتفي مع «الحياة»: «وصف «الإسعاف الزاحف» انطلق لدي مرادفاً ل«الإسعاف الطائر»، إذ جرت العادة لدينا أن نقول مثلاً الحشرات الطائرة وترادفها الحشرات الزاحفة»! وأكد أنه لم يتعمد الإثارة في إطلاق عبارة «الإسعاف الزاحف»، مضيفاً أن تصريحاته بأن خطط الهيئة «عشوائية» ووظائفها أعلنت ب«الحبر السري» إنما بنيت لديه بحسب تقارير الهيئة نفسها المعروضة لدى المجلس. وحول مداخلته في المجلس واتهام الهيئة بأن وظائفها أعلنت ب«الحبر السري» قال بكري: «هي ليست تهمة، ولكن مجرد تساؤل لو كانت الهيئة أعلنتها لماذا لم يتقدم الشباب السعودي العاطل عن العمل، وأنا أضمن أنها لو أعلنت لتقدم لها الآلاف، لأن هذه الحال المعروف لدينا في جميع الجهات الحكومية ومنها وزارة التربية والتعليم». ولم يجد حرجاً في إصداره بياناً باسمه رداً على جهة حكومية، مشدداً على أنه لم يتجاوز مجلس الشورى في ذلك. وتابع: «أبداً أنا أعتبره توضيحاً، وليس بياناً، لأنني المعني في رد المدير التنفيذي للهلال الأحمر، بناءً على ما نشر في صحيفة «الحياة» الأسبوع الماضي، وهذا التوضيح باسمي وليس باسم الشورى وليس لي الحق أصلاً التحدث باسم المجلس». وأكد بكري في ختام حديثه إلى «الحياة» أنه والمدير التنفيذي لمشروع التشغيل الذاتي لهيئة الهلال الأحمر يسعيان دوماً إلى خدمة مصلحة الدولة والمواطن، ولكن اختلفا في الآليات.