خلع السعوديون عباءة الحزن واستبدلوها بثوب الولاء حينما بايعوا سلمان بن عبدالعزيز ملكاً، واكتست مواقع التواصل الاجتماعي باللون الأخضر المطرز بالحب والبيعة بعدما اتشحت طوال اليومين الماضيين باللون الأسود حزناً على رحيل فقيد الأمتين العربية والإسلامية، غير أن سلمان بن عبدالعزيز الذي يلقب ب«أبي الأيتام» جراء تأسيسه أول جمعية لرعاية الأيتام في المملكة أضحى والداً لكل السعوديين وكان خير خلف لخير سلف. وأطلقها ملايين السعوديين عبارة «نعم نبايع»، يعلنون بها مبايعتهم لسلمان بن عبدالعزيز ملكاً، ولمقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد، ولمحمد بن نايف ولياً لولي العهد، يسبق العبارة قسم ب«الإخلاص للدين والمليك والوطن، سلماً لمن سالمهم وعدواً لمن عاداهم، مطيعاً لأوامر قادتي في السراء والضراء رافعاً راية بلدي في البر والبحر والسماء». انتشرت العبارة السابقة إلكترونياً انتشاراً كاسحاً، حتى باتت العبارة الأكثر تداولاً، لم تخل منها «صور العرض على برامج الدردشة، صفحات المواقع الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي». وما أن «يوضع قسَم البيعة» حتى يأتي الرد ب«نعم نبايع» ويؤكد المواطنون «إذا غاب منا سيد قام سيد، نحن أمة متماسكة مترابطة». وأشار البعض إلى أن «انتقال الحكم لِيَد أمينة بكل يسر وسهولة من النعم التي تستوجب الشكر، وتقديم البيعة واجب في عنقنا ولو عن بُعد». وبادر البعض إلى «تصميم كروت إلكترونية وفلاشات تحمل صيغة البيعة». وشهد الحساب الرسمي ل«سلمان بن عبدالعزيز» على «تويتر» إعلان البيعة لعدد من المواطنين على اختلاف أعمارهم، واعتبر متابعون ل«سير عملية البيعة» رداً على كل من يريد زعزعة الأمن الداخلي للمملكة، ويسعى إلى زرع الفتنة وشق الصف، أما الأشقاء العرب من المتابعين أثنوا على «الترتيب السلس للبيت السعودي، بحكمة وتعقل وثبات». وسلمان الملك «تقاسم معه شعبه إلكترونياً، وجع الفقد» وصفوه ب«رجل دولة من الدرجة الأولى، وفيٌّ لمن حوله، تحمل ألم فقد إخوته وكان صامداً كالجبل، فكيف لنا لا نوفي له بالبيعة». الشعب «ودع حبيبه، وبايع خلفه بكل سلاسة»، وسط عالم «يحتقن بالخلافات والمشاحنات». وفي حال فريدة من نوعها تصافح الحاكم وشعبه في ميدان «تويتر» حينما كتب الملك سلمان عبر حسابه الرسمي بعدما قدّم العزاء في وفاة خادم الحرمين الشريفين: «أسأل الله أن يوفقني لخدمة شعبنا العزيز وتحقيق آماله، وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا الأمن والاستقرار، وأن يحميها من كل سوء ومكروه» ليقوم مئات الآلاف بإعلان البيعة إلكترونياً عبر «تويتر» إذ تم إنشاء وسوم عدة، أشهرها #أبايع_سلمان_بن_عبدالعزيز، إذ أعلن الجميع بيعتهم لسلمان ملكاً ولمقرن ولياً للعهد ولمحمد بن نايف ولياً لولي العهد، وتنوعت صيغ المبايعة إلا أن أكثرها رواجاً كانت «أشهد الله أني بايعت خادم الحرمين الشريفين مليكنا سلمان وولي عهده الأمير مقرن وولي ولي العهد الأمير محمد على كتاب الله وسنة نبيه، وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علي». ويعدّ الملك سلمان أول حاكم خليجي يجعل تفاعله مع شعبه إلكترونياً عبر بوابة مواقع التواصل الاجتماعي ولا غرابة أن تكون البداية مع سلمان بن عبدالعزيز وهو الذي اشتهر بحضوره الصحافي ومقالاته وتعقيبه على عدد من المقالات المنشورة صحافياً إبان توليه إمارة الرياض. ... ويكتبون ملايين التغريدات حزناً على عبدالله تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين إلى ساحة للعزاء والحزن على الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي توفي فجر أول من أمس (الجمعة). واختار الشعب السعودي كل أوجه الطرق للتعبير عن حزنهم في ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، وكتبوا ملايين التغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في الملك الراحل، واستبدلوا صورهم في الموقع بصور أبي متعب. وأوضح إحصاء أنه ورد في وسم «وفاة خادم الحرمين الشريفين» أكثر من مليون تغريدة، أما في وسم «اللهم ارحم الملك عبدالله» وصلت إلى 500 ألف تغريدة، كما نشر في وسم «وفاة الملك» 110 ألف تغريدة، كما نشر في وسم «وداعاً أبا متعب» 50 ألف تغريدة. وأضاف الإحصاء، الذي قامت به «تاكت» الشركة المتخصصة في مجال التسويق الإلكتروني والحلول الإبداعية للإعلام الاجتماعي وشبكاته، أنه تم تداول كلمة «وفاة الملك» في أكثر من 228 ألف تغريدة، كما ذكر «عبدالله بن عبدالعزيز» في 1.2 مليون تغريدة، أما «حبيب الشعب» وردت فيه 770 ألف تغريدة، و«أبو متعب» في 256 ألف تغريدة، أما «الملك عبدالله» فكانت متضمنة في 1.3 مليون تغريدة. وعلى الوجه الآخر من عملية الوفاء الشعبي، فقد استبشرت ملايين التغريدات بقدوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد بعبارات المبايعة والتأييد، ففي وسم «نبايع الملك سلمان» كتبت أكثر من 8831 تغريدة، وتم تداول كلمة «سلمان بن عبدالعزيز» في 347 ألف تغريدة، أما «الملك سلمان» وردت في 460 ألف تغريدة. وفي الإحصاء ذاته، واستبشاراً بالأوامر الملكية ذكرت أن كلمة «الأمير مقرن» وردت في 92 ألف تغريدة، و«الأمير محمد بن نايف» في أكثر من 96 ألف تغريدة، وكذلك «محمد بن سلمان» في أكثر من 122 ألف تغريدة، أما «أوامر ملكية» فكانت ضمن 10 آلاف تغريدة.