قال نشطاء معارضون ان احد اسباب تصعيد قوات النظام السوري قصفها على مدن وبلدات الغوطة الشرقيةلدمشق، هو الضغط على مقاتلي المعارضة لقبول هدنة بالشروط التي اقترحها ممثلو النظام. وقتل اول من امس حوالي 50 شخصاً بقصف سوق مكتظة في بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، في اعنف قصف منذ حوالي سنتين عندما قتل 60 شخصاً بغارات جوية. وقالت «الهيئة السورية للاعلام» ان القصف على حمورية جاء بعد انتهاء المصلين من اداة صلاة الجمعة وتوجههم الى السوق الشعبية ما ادى الى سقوط مئة شخص بين قتيل وجريح. من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان الطيران الحربي شن امس «غارات على مناطق في مدينتي عربين وسقبا وبلدة بيت سوى في الغوطة الشرقية، ما ادى لاستشهاد رجلين وطفل في مدينة عربين وسقوط جرحى بينهم مواطنات واطفال في مدينة سقبا»، في وقت سقطت قذائف على أماكن بباب توما ومنطقتي العدوي والزبلطاني في دمشق «ما ادى لاستشهاد رجلين اثنين في منطقة الزبلطاني، وسقوط جرحى». وشن الطيران الحربي غارات على حي جوبر شرقي العاصمة. وكانت «الهيئة السورية للاعلام» افادت ان الغارات على حمورية «تركزت على أكثر المناطق ازدحاماً في السوق وإن الاستهداف كان بصاروخين موجهين من مقاتلات حربية». ونقلت عن محمد العمري، احد الناجين قوله ان «الصاروخ الاول سقط بينما كانت الناس تتجول في السوق. وبعد أقل من خمس دقائق سقط الصاروخ الثاني على مكان كان الناجون من الغارة الأولى تجمعوا فيه ظناً منهم أنه آمن. وبعد سقوط الصاروخ الثاني الدماء ملأت الطريق والأشلاء تبعثرت واختلطت مع البضائع». وأشار ناشطون ميدانيون أن الغارات تبعها عملية قصف بقذائف على طرقات المدينة الرئيسية ما أدى لإصابة احدى سيارة الإسعاف بشظايا . من جهتها، افادت «تنسيقيات الثورة السورية» أن النظام «كثف خلال الأيام الثلاثة الماضية في شكل كبير استخدام سلاح الجو من الطيران الحربي والمروحي حيث ألقى أكثر من 15 برميلاً على غوطتي دمشق ومناطق جنوب العاصمة»، مشيرة الى ان «سبب التصعيد هو خلق بلبلة بين الجيش الحر والثوار والمدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية لاسيما بعد أن رفض الثوار اتفاقية الهدنة التي وقعت عليها تشكيلات من مدينة عربين التي تنص على فتح طريق لإدخال المواد والسلع الغذائية إلى الغوطة المحاصرة». وقال أحد الناشطين في «المكتب الإعلامي لمدينة عربين» أن « النظام يحاول من خلال القصف العنيف والمجازر المرتكبة التعبير عن غضبه في إفشال الهدنة وهو ما يجعل الأهالي يتخذون موقفاً من التشكيلات التي رفضت ملف الهدنة بشكل تام». وتوصلت قوات النظام الى اتفاقات تهدئة في مناطق عدة في ضواحي دمشق بينها ببيلا والحجر الاسود جنوباً والمعضمية غرباً والقابون وبرزة البلد شمالاً، فيما لا تزال المعارك تدور مع مقاتلي العارضة في داريا غرباً وجوبر شرقاً مع سيطرة المعارضة على مدينة دوما في الغوطة الشرقية.