أكد خبراء مال ان السوق العقارية الأميركية بدأت تشهد تعافياً في بعض قطاعاتها، خصوصاً الديون العقارية، ما شجع مؤسسات استثمار إقليمية وعالمية على العودة الى استقطاب مستثمرين من منطقة الخليج الغنية بالنفط. وأشار الرئيسان المشاركان لخط الاستثمار العقاري في «انفستكورب»، جون دراكوس وجون فرايزر، في حديث الى «الحياة»، الى بدء المستثمرين والصناديق السيادية في المنطقة، التطلع إلى الاستثمار في سوق العقارات الأميركية بعد انقطاع دام نحو سنة خسرت خلالها الصناديق السيادية العربية نحو 350 بليون دولار من اجمالي استثماراتها في الخارج، نتيجة ازمة المال العالمية. وكشف الخبيران في الاسواق العقارية الأميركية ان «انفستكورب»، وهو مصرف متخصص في استثمار الأموال من منطقة الخليج في الأسواق الأميركية، يتوقع ان يستثمر ما بين 200 و300 مليون دولار في عمليات عقارية في الولاياتالمتحدة في الأشهر التسعة المقبلة، في مجالي العقارات والديون العقارية. ويراهن «انفستكورب» على ان المستثمرين العرب سيلجأون في المرحلة المقبلة الى الصناديق الاستثمارية المتخصصة بعد ان «احترقت اصابعهم» من الاستثمارات الفردية والعشوائية في الغرب. وعلى رغم ما اكتسبته صناديق الثروة السيادية من اهمية متزايدة في النظام النقدي والمالي الدولي، بعد نجاحها في ضخ أموال تجاوزت 80 بليون دولار عام 2007 في الاسواق الاوروبية والاميركية، وجهت خلال الاشهر الماضية اموالها الى داخل المنطقة، في محاولة لحماية اقتصاداتها من الانهيار. ولاحظ المسؤولان في «انفستكورب» عودة اهتمام المستثمرين العرب بالأسواق الغربية بعد توجيه بعض الاستثمارات الى اسواق العقارات في بريطانيا، وتطلعهم للاستثمار في أسواق الدين الاميركي. وأشارا الى ان الأزمة التي اصابت السوق العقارية الأميركية، أدت الى تباطؤ عمليات الاستثمار الكبرى في الكثير من المناطق في الولاياتالمتحدة، وبات الكثير من المستثمرين حذرين من عمليات تقويم الأصول، في وقت أصبحت المصارف أكثر حذراً في عمليات الإقراض. لكن على رغم ذلك ثمة فرصاً كبيرة في مدن مثل سياتل وواشنطن وتكساس حيث استقرت الأسواق. وأوضحا أن الفرص التي تتيحها السوق العقارية الأميركية اليوم تتركز في العقارات التجارية والمكتبية (المخصصة لمكاتب الشركات) المصنّفة من الفئة الأولى «أ» التي ما تزال تتمتع بنسبة إشغال عالية جداً. كما ان الفرص تتركز في شراء العقارات التجارية التي تؤمن مدخولاً من الإيجارات والديون الجيدة على السواء. ولفتا الى ان الأصول العقارية التي تحتاج الى عمليات إعادة تمويل والتي ترزح تحت ديون تثقل كاهل موازنتها، تشكل فرصاً استثمارية ممتازة في السنوات الثلاث المقبلة. وقال الخبيران اللذان يشرفان على خط عمل تبلغ حجم استثماراته العقارية أكثر من 10 بلايين دولار منذ بدأت «انفستكورب» الاستثمار في العقارات عام 1996، ان ثمة فرصاً استثمارية باتت متاحة اليوم في أصول تجارية أميركية «سليمة»، خصوصاً في الديون العقارية لهذه الأصول، وذلك بسبب اضطرار الكثير من المالكين الذين يحملون ديوناً كبيرة إلى العمل على اعادة التمويل، في حين ان الدائنين الذين يسعون الى حماية موازناتهم يريدون البيع بسرعة للحصول على سيولة. كذلك أدى الانكماش في منح القروض، إلى بروز طلب على انواع أخرى منها. وأكد الخبيران ان المستثمرين الخليجيين، الأفراد منهم والمؤسسات، ليسوا بعيدين من اجواء هذه الفرص الاستثمارية التي تتيحها الأسواق العقارية الأميركية اليوم. وأوضحا أنهما لمسا خلال لقاءاتهما التي عقداها في جولتهما الخليجية، رغبة في الاستثمار في الفرص المؤاتية. يشار الى ان استثمارات «انفستكورب» العقارية في الولاياتالمتحدة، تتوزع على مراكز تجارية وصناعية وفنادق وأبنية سكنية في نيويورك وواشنطن وفلوريدا وسياتل وفيرجينيا وتكساس ولوس أنجليس ونيفادا وشيكاغو وأوهايو وغيرها.