يبدأ اليوم في القاهرة اجتماع للمعارضة السورية دعا إليه «المجلس المصري للعلاقات الخارجية»، بهدف مساعدة هذه القوى على «التوافق حول رؤية ومشروع سياسيين وطنيين في شكل مستقل وبعيداً من أي ضغوط» خارجية، في وقت انتقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم هذا اللقاء مقابل دعمه «منتدى موسكو» بين 26 و29 الجاري. ووفق نص الدعوة، الذي نشره رئيس «منبر النداء الوطني» سمير العيطة على صفحته في «فايسبوك» أمس، فإن مصر مهتمة بالاجتماع «في ضوء الوضع المتدهور بكل أسف في سورية الشقيقة وما يعانيه إخوتنا السوريون نتيجة ما يقرب من أربع سنوات من القتل والتدمير، وفى إطار اهتمام الشعب المصري بهذه الأزمة العميقة وحرصه على التضامن مع أشقائه وتقديم كل ما يستطيع من دعم وسند لهم في هذه المرحلة». وأضاف أن الدعوة إلى الاجتماع الذي يستمر الى بعد غد يرمي الى «فتح المجال أمام القوى والشخصيات الوطنية السورية للتوافق حول رؤية ومشروع سياسيين وطنيين في شكل مستقل وبعيداً من أي ضغوط أو تأثيرات تحقيقاً لكل ما فيه خير سورية ومصلحة الشعب السوري الشقيق». وفيما قرر حوالى 30 معارضاً المشاركة في اللقاء، أعلن «منبر النداء الوطني» في بيان، أنه بذل «كلّ جهوده منذ إنشائه لرأب صدع المعارضة السوريّة ولخلق توافقات بينها لمواجهة استبداد السلطة القائمة والتنظيمات المتطرّفة معاً. وحيّا مؤخّراً النشاطات المختلفة لتوحيد موقف المعارضة، خصوصاً تجاه استحقاق دعوة روسيا نهاية هذا الشهر لحوار مع ممثّلي الحكومة السورية. وكان أعلن أنه سيشارك في أي جهد لإنضاج هذه التوافقات ووضع رؤيته حول أسسها». وبعدما أشار إلى أنه تلقى «دعوة شخصية لا مؤسساتية» للمشاركة «من دون أن يحصل على إيضاحات حول قائمة الحضور وجدول الأعمال والترتيبات اللوجستية»، قال إنه لن يحضر الاجتماع في العاصمة المصرية. في المقابل، نقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن المعلم قوله إن أهداف لقاء موسكو «محددة برسالة الدعوة التي وجهتها وزارة الخارجية الروسية إلى الأطراف المشاركة وهي توافق على عقد حوار سوري- سوري لوضع صورة سورية المستقبل. في موسكو هناك معارِضة دعيت بصفة شخصية، وهي أرض صديقة، لذلك لا توجد في لقاء موسكو دول تتدخل أو تدعم فئة أو طرفاً ضد طرف آخر. هو حوار بين سوريين، لقاء بين سوريين، وفد حكومي وشخصيات معارضة، والهدف واضح، وهو الاتفاق على حوار سوري- سوري مستقبلاً». وحول رفض بعض أطراف المعارضة المشاركة، قال إن هذا شأنهم، مضيفاً: «من يريد أن يذهب فهو يريد أن يشارك في حوار المستقبل ومن يقاطع لن يكون له دور في حوار المستقبل. لم نرفض أي شخص وجهت إليه الدعوة ليشارك. اتفقنا أساساً في موسكو مع الوزير سيرغي لافروف على أن يكون التمثيل معارضة الداخل والخارج، إضافة إلى مجموعة من المستقلين ووفد الحكومة. هذا ما نأمل في أن نراه في موسكو». ونفى المعلم خفض الحكومة مستوى التمثيل في الوفد المشارك في اللقاء التشاوري، وقال: «هو وفد عالي المستوى ويتمتع بخبرة ديبلوماسية واسعة». وعن لقاء القاهرة، قال: «لم نستشر لعقد مثل هذا اللقاء. وأي شيء لا نستشار به لا نقيم له وزناً ولا نأخذه في الاعتبار. وأي جهد يهدف إلى إفشال لقاء موسكو هو جهد لضرب إمكان التسوية السياسية».