أعلن وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف أمس أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم سيرأس الوفد السوري في المؤتمر الدولي الذي يجري الترتيب له بشأن الأزمة السورية. ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن لافروف القول إن موسكو تصر على مشاركة إيران في المؤتمر، مؤكداً "يجب توجيه الدعوة إلى جميع اللاعبين الخارجيين". وقال إن بعض شركاء روسيا يعارضون مشاركة إيران في المؤتمر، واصفا هذا الموقف بأنه "خطأ". وحول الاتصالات الروسية-الأميركية بشأن الأزمة السورية ، قال لافروف إن "واشنطن أيضا تؤيد أن يكون القرار للسوريين". وأضلف في مؤتمر صحافي بعد اجتماع مجلس دول البلطيق في مقاطعة كالينينغراد الروسية، إنه "يجب توجيه الدعوة إلى جميع اللاعبين الخارجيين". واعتبر أن كافة الفرقاء المرتبطين بتسوية الأزمة السورية يجب أن يشاركوا في المؤتمر الدولي. وأوضح أن هذا "لا ينطبق على الائتلاف الوطني (السوري لقوى الثورة والمعارضة) فحسب، الذي فشل حتى الآن باتخاذ موقف بنّاء في المؤتمر"، بل ينطبق أيضاً على هياكل المعارضة التي لا تريد المشاركة في مؤتمر جنيف في حال تمت دعوتها تحت "مظلة" الائتلاف الوطني"، مشيراً إلى أنه من بين المنظمات التي تريد المشاركة بشكل مستقل، هيئة التنسيق الوطنية بزعامة هيثم مناع وأكراد سورية. وأعرب لافروف عن اعتقاده بأن "كافة هياكل المعارضة يجب أن تعطى فرصة التعبير عن وجهة نظرها، والمشاركة في التوصل إلى تسوية تضمن السلام، والحقوق المتساوية لكافة الجماعات الاثنية والدينية في البلاد". وتعهد بمواصلة بلاده "ممارسة الضغط بهدف إشراك كافة الفرقاء المؤثّرين (في سورية) في المؤتمر". وفي حديثه عن الاتصالات الروسية-الأميركية بشأن الأزمة السورية، قال لافروف إن واشنطن تؤيد، بدورها، أن يكون القرار للسوريين. وحث لافروف المجتمع الدولي على اختيار الجهة التي سيقف إلى جانبها في سورية، سواء بين القوى التي تطلب الاطاحة بالنظام السوري، أو الجهة التي تدعو إلى إجراء حوار وطني من أجل السلام في سورية. وقال "إننا نريد ذلك.. إن المجتمع الدولي أزال العصبة عن عينيه التي كانت تجعله يركز فقط على الحاجة للإطاحة بقائد واحد، وغيره، في الوقت الذي كان يغض فيه الطرف عن نتائج هذه الأعمال". واعتبر لافروف أنه "من الواضح أن أحداث الربيع العربي"، كانت" مرتبطة بشكل وثيق في ما بينها". ودعا إلى كشف الحقائق حول استخدام السلاح الكيميائي في سورية بأسرع وقت ممكن، قائلاً "أود دعم تصريحات (وزير الخارجية الألماني) غيدو (فيسترفيله) حول الحاجة الملحة للكشف عن الحقائق المتعلقة بتقارير حول الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية من قبل الجانبين"، في إشارة منه إلى المعارضة والنظام السوريين. واعتبر أن خطأ جسيماً وقع لدى عدم الرد على طلب الحكومة السورية التحقيق في احتمال استخدام مواد كيميائية سامة في حلب في 19 آذار/مارس الماضي. ومن جهته، قال وزير الخارجية الفنلندي، أركي تيميوجا، في المؤتمر الصحافي، إن بلاده لن تورد أسلحة إلى مناطق النزاعات، على الرغم من قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر الأوروبي المفروض على تزويد المعارضة السورية بالأسلحة. وشدد الوزير على أن توريدات الأسلحة إلى سورية في الوقت الراهن لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة. في غضون ذلك بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع معارضين سوريين في جنيف مسألة التحضير لعقد المؤتمر الدولي حول سورية.ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للخارجية الروسية امس الخميس أن بوغدانوف التقى رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية في المهجر، هيثم مناع ورئيس المنبر الديمقراطي السوري سمير العيطة. وأضاف البيان أنه جرى خلال اللقاء "تبادل مفصل للآراء في ما يخص تطور الوضع في سورية وحولها". وجرى التركيز على مسألة التحضير لعقد المؤتمر الدولي حول سورية استنادا الى المبادرة الروسية - الأميركية، مع ضرورة مشاركة جميع أطراف المعارضة السورية التي تحظى بمساندة حقيقية من قبل المجتمع السوري. وكان بوغدانوف، قال أمس، إن مسألة مشاركة إيران في مؤتمر "جنيف-2" تعتبر مبدئية بالنسبة إلى روسيا، فيما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في أعقاب المشاورات في جنيف، أنه لم يتم البت بعد في مشاركة إيران في المؤتمر كما لم يحدد أعضاء الوفد المشارك من جانب المعارضة. وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال الثلاثاء، إن غياب الإرادة الحرة للمعارضة السورية يعرقل عقد مؤتمر "جنيف-2"، في حين قال لافروف، إن موعد انعقاد المؤتمر سيحدد بعد التوصل إلى اتفاق بشأن المشاركين فيه.