يولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود استقرار الأمتين العربية والإسلامية ورفعة شأنهما وتحقيق مصالح شعوبهما اهتماماً بالغاً وملموساً للجميع، ويحق لنا أبناء المملكة العربية السعودية أن نفتخر بذلك ونواجه بالتقدير كل متفهم لهذا الأمر، كما هي حال اعتزازنا بإنسانية خادم الحرمين الشريفين ونقاء سريرته وسمو أهدافه، إلى جانب شهامته العربية التي أصبحت وسماً يرافقه، وصفة يُعرف بها في كل أنحاء المعمورة، ونقف احتراماً لكل مدرك لذلك، وهذه حقائق لا يمسها أدنى ريب، لم يتوان، حفظه الله، يوماً في السير لتنقية الأجواء العربية وإصحاح بيئتها، فعروبته المشهود له بها من القاصي والداني، وضعت الشأنين العربي والإسلامي في صدر جدول مهام أعماله دائماً وأبداً، إذ يؤمن بأن صحة بيئة العلاقات بين دول العالم الإسلامي بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص، وتنقيتها من الشوائب وتبديد ما يلبد كبد سمائها من الخلافات، هدف إنساني نبيل يصب في مصلحة شعوب المنطقة ويجعل من وجودها على الساحة الدولية وجوداً مؤثراً وفاعلاً، ومهما كانت جسامة المهمة فإنها تنحسر أمام تطلعاته وآماله وعزيمته المتسامية على صغائر الأمور. ولأن لدمشق «أرضاً وناساً» مكانة خاصة لدى خادم الحرمين الشريفين، ولما لاستمرار وازدهار العلاقات بين البلدين الشقيقين اللذين يربط شعبيهما علاقة قبول وتآخٍ واحترام متبادل، من أهمية، فقد اتخذ من هامش قمة الكويت الاقتصادية فرصة لتجاوز كل الخلافات بالحوار الهادف ووضع الأمور في نصابها بصدقيته المعروفة وتسامحه المعهود، كل ذلك من أجل الحفاظ على تماسك الأمة العربية وتعزيز قوتها لمواجهة التحديات التي تسود الساحة، إيماناً منه بأن رأب الصدع العربي ضرورة حتمية لما لهذا الأمر من نتائج تخدم القضية العربية المصيرية من ناحية، ومن ناحية أخرى لأن مكانة الرياض ودمشق على الساحة الدولية تمثل ثقلاً متعدد اتجاهات التأثير، في ما يتعلق باستقرار الشرق الأوسط، ما يوجب استمرار متانة العلاقات وتكاملها تكاملاً نقياً خالياً من أي شوائب، لما لذلك من أهمية تصب مباشرة في نهر مصالح العالم العربي على الأصعدة كافة، ومنعطفات تاريخ المنطقة وواقعها القريب والبعيد تظهر جلياً أن العلاقات السعودية السورية صمام أمان للعالمين العربي والإسلامي، ليكون بالتالي استمرارها متينة ومزدهرة مطلباً غاية في الأهمية. [email protected]