ورد في مسح مفصل عن الأسلحة المنتشرة في جمهورية أفريقيا الوسطى نشره موقع "بي بي سي"، أن الأسلحة تنتشر في البلاد على نحو كبير وبثمن رخيص، حتى أن بعضها قد تكون كلفته أقل من ثمن زجاجة "كوكا كولا"، ما يسهل وصولها، بطرق شرعية وغير شرعية، إلى أيدي المعارضة. وتأتي القنابل اليدوية الى البلاد من الصين أو بلغاريا، وقذائف الهاون من السودان، وقاذفات الصواريخ من إيران، والرصاص من بريطانيا وبلجيكا وتشيخيا، وطلقات البنادق من الكاميرون وإسبانيا. وجاء في تقرير مفصل أن الأسلحة المنتشرة حالياً في أفريقيا الوسطى تطرح علامات استفهام على صناعة الأسلحة العالمية والطرق التي تسلكها منتجاتها، بطريق شرعية أو غير شرعية، إلى أيدي الميليشيات المتمردة. ولانتشار الأسلحة في هذا البلد عواقب مدمرة، فعندما حصل عليها "ائتلاف المتمردين ذو الغالبية المسلمة" (سليكا) في ، أدى ذلك إلى حرب أهلية نزح بسببها مئات الآلاف من المدنيين. وورد في التقرير الذي أعدته "مجموعة البحوث البريطانية عن النزاعات المسلحة" التابعة للاتحاد الأوروبي أن القنابل اليدوية من نوع "82 - 2" هي الأكثر انتشاراً في البلاد وسعرها يعادل (نصف دولار إلى دولار واحد) أي أنها أرخص من زجاجة الكوكا كولا". وذكر التقرير أن "هذه القنابل صغيرة وسهلة الإخفاء، ما يجعل خطرها كبيراً على الأمن القومي، مثلما حدث في مدينة بانغي من قتل وإصابات للمدنيين في عام 2014". وتعقب الباحثون العاملون على التقرير شحنة تضمنت 25 ألف قنبلة يدوية من النوع نفسه صنعت في الصين وأعدت ل "مقر الجيش النيبالي الملكي"، إلا أن الجيش النيبالي يصر على أنه لم يستخدم قنابل من هذا النوع قط. وأضاف التقرير أنه "تم نهب بعض الأسلحة من الحكومة، وتهريب بعضها على أيدي المرتزقة، لكن غالبيتها أحضرت جواً من دول مجاورة للجمهورية"، وتابع: "أن شحنتين على الأقل جاءتا من السودان إلى بانغي في عام 2013". وتبين في حالات عدة أن الأسلحة التي مصدرها الصين و (ربما) إيران جرت إعادة تصديرها من السودان، ما يعني احتمال انتهاك اتفاق الوجهة النهائية بين السودان والصين". يذكر أن الشحنات المقبلة من السودان وصلت قبل أن تفرض الأممالمتحدة حظراً على جماعة "سليكا" في نهاية عام 2013. ويقول عضو "منظمة هيومن رايتس ووتش" لويس ميدج أنه "بغض النظر عن مصدر الأسلحة، فإن النهاية معروفة، سليكا ستفرض نفسها على المنطقة، وهي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية مثل قتل النساء والأطفال".