دمرت مجموعة من الشباب المسيحيين مسجداً وأغلقت شوارع بإطارات محروقة في بانغي، عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى. وجاء الهجوم بعد يوم من مهاجمة ميليشيات السيليكا المتمردة على كنيسة في بانغي بالأسلحة والقنابل، ما أدى الى مقتل عدد من الأشخاص. وترددت تقارير بشأن سقوط ضحايا بعد الهجوم على المسجد الواقع في منطقة لاكواناغا في العاصمة بانغي. وقال أحد الخبراء إن "المسجد كان خالياً وقت الهجوم". وقال الناطق ابسم الجالية المسلمة في بامغي عثمان أباكار لوكالة "أسوشيتدبرس" على مدار ستة شهور كنا نحن الذين تعرضوا للعنف ودمرت مساجدنا". وندد ب"هجوم الأربعاء على كنيسا فاطيما"، غير أنه قال إن "المسلمين المحليين ليسوا مسؤولين عن الهجوم". وكان الهجوم الذي تعرضت له الكنيسة الأربعاء قد أدى لمقتل حوالي 15 شخصاً. وجاء الهجوم بعد ساعات من القتال في منطقة "بي كيه 5" في بانغي. وقال احد قساوسة الكنيسة جوناس بيكس لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إن "قوات حفظ السلام وصلت متأخرة جداً لوقف أعمال القتل"، وأضاف "الجميع كانوا يجرون في كل الاتجاهات أثناء قدومهم إلى مجمع الكنيسة وفتحوا النيران". وقال: "طلبت قوات حفظ السلام الفرنسية والإفريقية، لكن الجنود البورونديين (ضمن قوات حفظ السلام) وصلوا متأخرين جداً. وكل ما تبقى لهم ليفعلوه هو جمع الجثث والجرحى ونقلهم إلى الكنيسة". ويقول مراسل "بي بي سي" إن "جمهورية أفريقيا الوسطى أكثر انقساماً من أي وقت مضى". ويضيف إن "ثلاثة شبان مسلمين قتلوا ومُثل بجثثهم على يد ميليشيات مسيحية قبل أيام قليلة، والآن لا تبدي جماعة السيليكا المتمردة أي نية لإلقاء أسلحتها. وسمع اطلاق نار بالاسلحة الرشاشة صباح اليوم في وسط بانغي وفي محيط المطار فيما نزل آلاف المتظاهرين الى شوارع بانغي للمطالبة باستقالة الحكومة الانتقالية، على ما افاد مراسل وكالة "فرانس برس". وسمعت رشقات عدّة من اسلحة رشاشة في وسط المدينة في حادث نادر في هذا الحي من العاصمة القريب من القصر الجمهوري، فيما كانت مجموعات من المتظاهرين تسير في الشوارع. وقال مراسل فرانس برس ان "الهدوء عاد الى وسط بانغي بعيد الساعة السابعة صباحاً فيما كان المتظاهرون غادروا المنطقة". وفي أحياء اخرى ولا سيما قرب المطار جرت تظاهرات ضمت آلاف الاشخاص للمطالبة باستقالة الحكومة الانتقالية ورحيل بعض القوات الاجنبية ولا سيما القوات البوروندية المتهمة بالتغاضي عن اعمال العنف ضد المسيحيين. واطلقت القوات العسكرية والشرطة طلقات تحذيرية في عدد من احياء العاصمة لمنع المتظاهرين من التقدم، على ما افاد مصدر عسكري لوكالة "فرانس برس"، من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. ونصبت حواجز الجمعة في عدد من احياء المدينة وخلت شوارع بانغي في الصباح من السيارات وكانت مروحية عسكرية فرنسية تحلق فوق المدينة. وتشهد عاصمة افريقيا الوسطى عودة لاعمال العنف منذ بضعة ايام واقيمت عدة حواجز الخميس على شوارعها الرئيسة، وجرت مواجهات بين شبان والقوات الافريقية اوقعت عدة اصابات بين المدنيين، غداة هجوم اوقع 15 قتيلاً في كنيسة. ونسب رئيس وزراء افريقيا الوسطى اندريه نزاباييكي بعد ظهر الخميس عودة اعمال العنف الى "مؤامرة دبرها سياسيون مقربون من السلطة". واتخذت الازمة في افريقيا الوسطى في كانون الثاني (يناير) منحى مذهبياً، بعد ارغام الرئيس ميشال جوتوديا وحركته سيليكا المتمردة على الرحيل. وبعد طرد متمردي سيليكا تعرض سكان بانغي المسلمون المتهمون بالتواطؤ مع المتمردين السابقين بتجاوزات من قبل الميليشيات المسيحية ما حمل العديد من المسلمين على الرحيل او الانتقال الى المنفى.