براتيسلافا، كابول، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - عكف وزراء الدفاع في دول الحلف الأطلسي (ناتو) في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا أمس على درس «مقاربة جديدة» لمكافحة التمرد في افغانستان يبدو انها تحمل بداية «استراتيجية خروج» بالنسبة الى القوات الدولية. وفيما تتكبد قوات الحلف خسائر قياسية تجاوزت 400 قتيل منذ بداية السنة الحالية في مواجهة حركة «طالبان»، دافع القائد الأعلى للقوات الأجنبية في افغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال عن اقتراحه في تقرير رفعه اليهم نهاية آب (اغسطس) الماضي تعزيز حماية المدنيين الأفغان على حساب مطاردة «طالبان»، ومنح اولوية لبناء جيش وشرطة افغانيين قادرين على الحلول بدلاً من القوات الدولية، ما يجنب نظرة الأفغان الى القوات الأجنبية باعتبارها قوات احتلال. ويزيل تساؤل الرأي العام في الغرب عن مبررات التدخل الدولي في افغانستان في ظل عدم وضوح نتيجته. وطالب الجنرال ماكريستال الولاياتالمتحدة والدول الحليفة بإرسال تعزيزات الى البلاد. ولدى افتتاحه الاجتماع, قال الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن إن «ثقة مواطني الدول الحليفة بتقدم المهمة في افغانستان ووجود ضوء في نهاية النفق سيجعلهم يساندون العمل في افغانستان، على رغم الصعوبات». ورأى ان «الضوء» يتمثل في «البدء بأسرع وقت بنقل مسؤوليات العسكريين الى القوات الأفغانية عقب فترة انتقالية، اقليماً تلو آخر وولاية تلو اخرى». وعلى رغم اقرار راسموسن بأنه من السابق لأوانه الحصول على ردود نهائية في «المقاربة الجديدة»، امل بأن يتوافق الوزراء على صحة تقرير ماكريستال، وضرورة تسريع الفترة الانتقالية نحو امساك الأفغان بالأمور العسكرية، وكيفية تطبيق الأولويات على احسن وجه». ووصف الوزير الدنماركي سورن غاد تصريحات راسمونسن بأنها «استراتيجية خروج»، في وقت شدد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس على الطابع «الاستشاري» للمناقشات. ولا يزال الحلفاء الأوروبيون ينتظرون القرار الذي ستتخذه الولاياتالمتحدة في شأن ارسال تعزيزات تتراوح بين عشرة وأربعين الف رجل طلبها الجنرال ماكريستال. ورأى وزير الدفاع الهولندي ايرمت فان ميدلكوب انه قبل بت مسألة التعزيزات «من الأفضل انتظار نتائج جولة الإعادة في الانتخابات الأفغانية المقررة في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، حيث ان صدقية كابول ذات اهمية كبيرة على غرار رأي الرئيس اوباما». واعتبر ان اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي في الثالث والرابع من كانون الأول (ديسمبر) المقبلين في بروكسل سيكون حاسماً في اتخاذ القرار. وصرح نظيره الألماني فرانتس يوزف يونغ بأن الوقت لم يفت. نحتاج الى استراتيجية وهدف واضحين، وتحديد آلية التوصل الى القرار». في غضون ذلك، اعلن القائد الجديد للجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز الذي تولى منصبه في آب (أغسطس) الماضي ان اعداد القوات البريطانية في افغانستان قد يجرى تقليصها تدريجاً خلال خمس سنوات مع زيادة قوة الجيش الأفغاني، «لكن يمكن ابقاء بعض القوات لتنفيذ مهمات مساندة». وأيد مطالبة الجنرال مكريستال ارسال قوات اضافية الى افغانستان، في انتظار انجاز مهمات تدريب عناصر الجيش والشرطة الأفغانية. وقال: « نواجه مرحلة خطرة لا نملك فيها عدد قوات كافية لأداء ما نعلم جميعاً انه مطلوب منا». وتوفي امس جندي من قوات الحلف الأطلسي بتأثير جروح اصيب بها في انفجار قنبلة يدوية الصنع جنوب البلاد، علماً ان جنديين اميركيين سقطا بانفجارين مماثلين في جنوب البلاد ايضاً اول من امس. ورفع ذلك الى 420 عدد الجنود الأجانب الذي سقطوا في افغانستان منذ بداية السنة الحالية، بينهم 253 اميركياً. على صعيد آخر، أفادت صحيفة «إندبندنت» ان مئات من اللاجئين الأفغان المقيمين في بريطانيا يواجهون الترحيل، بعدما قضت محكمة خاصة بشؤون الهجرة بأن بلادهم تعتبر مكاناً «آمناً» لإعادة طالبي اللجوء السياسي. وأشارت إلى أن المملكة تعيد المئات من طالبي اللجوء الأفغان إلى بلادهم سنوياً بسبب فشلهم في اقناع محاكمها بأن حياتهم معرضة للخطر، وأنهم يواجهون الاضطهاد في بلدهم الأم. وأعادت السلطات العام الماضي 3800 أفغاني بينهم 1185 من طالبي اللجوء السياسي إلى المملكة.