سنوات مرت لم تستطع نرجس كلهور خلالها التحدث في السياسة مع والدها مهدي، وهو مستشار بارز وناطق باسم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. والدها أيد فرض مزيد من القيود على حرية التعبير الاجتماعي والسياسي، فيما آثرت هي مزيداً من الحرية. لكنهما نجحا دوماً في الابقاء على الانسجام بينهما. ولكن بعد الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي، انفجر الخلاف بينهما. واعتبر مهدي أن المعارضة تتلاعب بابنته، بعدما قدمت نرجس (25 سنة) طلب لجوء في ألمانيا الأسبوع الماضي. وقالت نرجس ان «الاختلاف بين جيلي وجيل والديّ، وهو جيل أيديولوجي جداً، يزداد يوماً بعد يوم»، مضيفة ان «الاهداف لم تتحقق، وحان دورنا لنقود المسيرة». حظيت قضية كلهور بدعاية واسعة، لكنها ليست وحيدة، إذ ثمة عدد كبير من أولاد مسؤولين إيرانيين بارزين ابتعدوا عن آبائهم منذ الانتخابات، كما انقسمت آلاف من أسر الطبقة المتوسطة بسبب الهوة بين الأجيال التي اثارتها الانتخابات. محسن روح الامين وهو نجل قائد بارز في «الحرس الثوري»، اعتُقل خلال الاحتجاجات وعُذّب حتى الموت، كما قال والده الذي دافع بشدة عن أسلوب تعاطي الحكومة مع الاضطرابات. وقال ابن مسؤول بارز آخر مقرب من نجاد، وهو طالب ناشط في طهران، ان والده تجنب طيلة سنوات التحدث في السياسة. وأضاف: «ادرك انه حاول حمايتي في الماضي، وهو يطالبني بألا أتعرض للمتاعب، أياً كان ما أقوم به». وحاول والده العام الماضي إرساله الى لندن لمواصلة دراسته والابتعاد من السياسة، لكنه رفض الذهاب وبقي مشاركاً في الحملة ضد نجاد. مهدي خزعلي وهو نجل آية الله أبو القاسم خزعلي وهو رجل دين بارز مقرب من نجاد، ينتقد في مدونته المسؤولين البارزين في البلد، وكتب ان والده يؤيد نجاد والمحافظين فقط لأنه «تعرّض للخداع والكذب واستُغلّ لمعتقداته الدينية». يعتبر علي رضا حقيقي وهو محلل سياسي ايراني في جامعة تورونتو ان «هؤلاء الأولاد يتأثرون أكثر من عائلاتهم، بالمجتمع وفيسبوك وتويتر على شبكة الإنترنت»، لافتاً الى إن «جيل الشباب مُحبط جداً من الوضع السياسي». والد نرجس كلهور الذي يعمل مستشاراً لنجاد منذ عام 2005، ساعدها وشجعها لتصبح مصممة غرافيكس ومخرجة، كما جسّد تناقضات أخرى، اذ ظهر في حملات انتخابية لمساندة نجاد على التلفزيون عام 2005، بشعر طويل على شكل ذيل حصان، وهو أمر يرفضه المحافظون. وقال كلهور ان كل الايرانيين في المنفى، بينهم نجل الشاه، سيُسمح لهم بالعودة إلى البلد إذا انتُخب نجاد. وأشارت نرجس كلهور الى إنها بقيت قريبة من والدها حتى سنة خلت، عندما ترك المنزل بعد انفصاله عن والدتها. لكنها كانت أيضاً تطوّر وجهات نظر سياسية خاصة بها. وقالت: «جيلي يريد حاجاته الأساسية مثل حرية التعبير والحريات الشخصية». شاركت نرجس في مهرجانات انتخابية قبل الانتخابات للمرشح الاصلاحي مير حسين موسوي، وصوتت له أملاً بحصول تغيير حقيقي. وتعتبر اعادة انتخاب نجاد «كذبة»، مشيرة الى انها شاركت في الاحتجاجات وتعرضت للضرب. وتقول: «كان ذلك انفجاراً لثلاثين سنة من القمع والترهيب لجيلي».