صرح وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بأن «الحل في ليبيا يجب أن يكون سياسياً مع فتح حوار بمشاركة كل الأطراف المستعدة لنبذ العنف»، مبدياً تأييده لمشاركة الأطراف الليبية في حوار جنيف الذي تنظمه الأممالمتحدة للوصول إلى حل سياسي في ليبيا من دون شروط مسبقة. وأكد لعمامرة أنه «يجب فتح حوار مع كافة الأطراف المستعدة لنبذ العنف وقبول الانضباط وتشجيع نظام ديموقراطي يكون فيه التداول على الحكم قاعدة أساسية». وقال رداً على سؤال حول موقف الرئيسين التشادي والنيجيري المتعلق بإقصاء بعض الميليشيات الناشطة في طرابلس ونغازي من الحوار: «لا أعلم ما إذا كان البلدان يقصدان الميليشيات التابعة لفجر ليبيا أو تلك التابعة لبعض الجماعات الإرهابية الناشطة في الجزء الجنوبي من ليبيا أي قرب الحدود النيجيرية والتشادية». وتابع: «إذا ما تفحصنا عن قرب هوية هذه الأطراف الفاعلة في ليبيا لاسيما ضمن فجر ليبيا فإننا نلاحظ أنها كانت في خندق واحد وعلى الجبهة نفسها لمواجهة نظام (الرئيس السابق معمر) القذافي. وإذا كان هؤلاء رفاق سلاح خلال فترة مكافحة النظام السابق، يمكننا الاعتقاد أن أهدافهم كانت مشتركة وأن في صدارة هذه الأهداف نجد حرصاً وأملاً وتطلعاً إلى دولة أفضل وليبيا ديموقراطية ومنفتحة على كافة الليبيين». وأشار وزير الخارجية الجزائري إلى وجود «جماعات إرهابية في ليبيا، حددت الأممالمتحدة والعالم بعضها، وسُجِلت على لوائح مجلس الأمن للتنظيمات الإرهابية. لذلك من الضروري العمل على تعريف هذه الكيانات على أنها إرهابية وفصلها عن القوى السياسية التي يمكنها الانخراط في الحوار للتوجه نحو المصالحة الوطنية». وأضاف أن «القادة السياسيين لفجر ليبيا (الإسلاميون) كانوا بالأمس قادة هذا البلد وقبل ذلك رفاق سلاح لإخوانهم ومواطنيهم في طبرق في الكفاح ضد القذافي. وللخروج من هذه الأزمة أعتقد أنه لا يجب ممارسة الإقصاء، فليس هناك إلا الجماعات الإرهابية التي تقصي نفسها بنفسها من كل مسار سياسي». في سياق متصل، قال مساعد وزير الخارجية الجزائري المكلّف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبدالقادر مساهل إن «الجزائر تشجع وتدعو كل الأطراف الليبية إلى المشاركة بحسن نية في مشروع الحوار الليبي تحت إشراف الأممالمتحدة ومن دون شروط مسبقة، لضمان حظوظ نجاحه خدمةً للشعب الليبي». يُذكر أن الجزائر عبّرت كثيراً عن مخاوفها على أمن واستقرار حدودها الممتدة بطول 980 كيلومتراً مع ليبيا، جراء استمرار الحرب بين قوات «فجر ليبيا» و«الجيش الوطني» بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أمس، توقيف 12 جزائرياً ينشطون ضمن «خلية إرهابية» خلال الأسبوعين الماضيين، كانوا يحضرون لاعتداءات بالتواطؤ مع مجموعات إرهابية خارج الحدود. وأفاد بيان الوزارة بأن مفارز من الجيش تمكنت «في إطار مكافحة الإرهاب» في كل من غرداية (600 كيلومتر جنوب) والأغواط (420 كيلومتراً جنوب) وعين أمناس (1300 كيلومتر جنوب شرق) خلال النصف الأول من الشهر الجاري من «وضع حد لنشاط خلية إرهابية تضم 12 مجرماً». وتابع أن هذه الخلية «كانت بصدد التحضير لتنفيذ أعمال إرهابية على أرض الوطن بالتواطؤ مع جماعات إرهابية أخرى تنشط خارج الحدود الجنوبية».