بيشاور، إسلام آباد - أ ف ب - أقر عدد من الضباط الباكستانيين أمس، بأن الأرض الوعرة والألغام والمعارك الشرسة أبطأت تقدم القوات الباكستانية في جنوب وزيرستان حيث قد يطول الهجوم ضد المقاتلين الإسلاميين أكثر مما هو متوقع. وانخرطت باكستان في تحد عسكري واسع النطاق في محاولتها السيطرة على معقل «طالبان» والمقاتلين المتحالفين مع تنظيم «القاعدة» في المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان. واعتبر مسؤول عسكري رفض الكشف عن هويته في اليوم الخامس من التدخل العسكري أن «الهجوم قد يطول أكثر مما هو متوقع، وخصوصاً بسبب طبيعة الأرض الوعرة والجبلية. ويتقدم الجنود ببطء ويعززون مواقعهم تدريجاً». وقال ضابط آخر: «تقدم الجنود نحو عشرة كيلومترات داخل أراضي العدو من اتجاهات عدة، لكن تسلق الجبال وضمان أمن الطرق سيتطلب وقتاً. إننا نتقدم بحذر كبير». وعندما أطلق الهجوم البري السبت الماضي، أعلن عدد من المسؤولين أن العمليات قد تدوم من ستة الى ثمانية أسابيع قبل أن يوقفها فصل الشتاء. ووقعت مواجهات عنيفة في أعالي قرية كوتكاي مسقط حكيم الله مسعود زعيم «طالبان باكستان»، ما أوقع سبعة قتلى في صفوف المتمردين بحسب حصيلة عسكرية. ويشارك في هذه العملية حوالى 25 ألف عسكري بحسب ضباط. ويواجه العسكريون بحسب خبراء نحو 10 آلاف عنصر من «طالبان باكستان» يدعمهم عدد غير محدد من المقاتلين الأجانب. من جهة أخرى، قتل ثلاثة أشخاص في انفجار في منزل أحد رجال القبائل في منطقة القبائل الباكستانية التي تعد معقلاً للمسلحين، كما أفاد مسؤولون أمنيون. وقال مسؤول أمني بارز إن «انفجاراً وقع في منزل غريب نواز وقتل ثلاثة أشخاص. وفي البداية اعتقدنا ان الانفجار سببه (غارة) طائرة أميركية من دون طيار، إلا أن ذلك لم يكن صحيحاً. لقد كان انفجاراً في منزل». وأضاف أن الانفجار وقع في جبال سبالغا على بعد نحو عشرة كيلومترات الى جنوب شرقي ميرانشاه، البلدة الرئيسية في شمال وزيرستان، وهي إحدى المقاطعات السبع في منطقة القبائل الخارجة عن سلطة القانون على الحدود الأفغانية. ولم يتضح على الفور ما إذا كان نواز يرتبط بمقاتلي «طالبان» أو «القاعدة» التي تنشط في تلك المنطقة. وأغلقت باكستان المدارس في أنحاء البلاد خشية وقوع هجمات جديدة في أعقاب العمليتين الانتحاريتين اللتين استهدفتا جامعة إسلام آباد الإسلامية. ولن يتوجه ملايين التلاميذ الى مدارسهم هذا الأسبوع بعد أن أعلنت الحكومة الفيديرالية وحكومات الولايات وجمعيات المدارس الخاصة انها لن تفتح أبوابها. وقال ناطق باسم وزارة التربية: «قررنا إغلاق المدارس التابعة للحكومة الفيديرالية بسبب التهديدات في الأيام الأخيرة». وأضاف: «اتخذت الحكومات المحلية الأربع القرار ذاته. معظم مدارس البلاد ستبقى مقفلة. وسنستمر في تقويم الوضع ونأمل في إعادة فتحها الاثنين». وأشارت وزارة الداخلية الى اطلاق محادثات حول التدابير الواجب اتخاذها لضمان امن المدارس على المدى الطويل. كذلك اعلن برنامج الغذاء العالمي عن إغلاق مراكزه لتوزيع المساعدة الغذائية التي يستفيد منها أكثر من مليوني شخص في شمال غربي باكستان بسبب التهديدات بهجمات. وفي الخامس من الشهر الجاري، قتل خمسة موظفين في البرنامج هم أربعة باكستانيين وعراقي، في اعتداء تبنته «طالبان باكستان» واستهدف مقر البرنامج في إسلام آباد. وقال الناطق باسم برنامج الأغذية العالمي أمجد جمال: «أغلقنا مراكزنا للتوزيع في سوابي وشرسادا ومردان وسوات وبونر ودير وباجور التي كان يستفيد منها النازحون في المنطقة». وأضاف: «نحن نواجه مشاكل أمنية ولذلك تقرر الليلة الماضية إغلاق هذه المراكز»، موضحاً أن هذا القرار موقت وسيعاد النظر فيه بحلول نهاية الأسبوع. والمراكز المعنية كانت مكلفة خصوصاً مساعدة حوالى مليوني شخص نزحوا بسبب المعارك العنيفة بين الجيش الباكستاني والمقاتلين الإسلاميين في وادي سوات والمناطق القبلية. وهؤلاء النازحون عادوا بغالبيتهم الى منازلهم لكنهم لا يزالون يعتمدون على مساعدة غذائية قدمت لحوالى 2.2 مليون شخص الشهر الماضي في المنطقة كما أضاف الناطق.