قال محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، أن العقوبات المفروضة على طهران بسبب ملفها النووي، حرمتها من مئة بليون دولار من عائدات النفط في السنوات الثلاث الماضية، بعدما خفّضت صادراتها من 2.5 إلى أقل من مليون برميل يومياً. وأشار إلى أن إيران ستخسر مئة بليون دولار أخرى في السنوات الثلاث المقبلة، إذا بقي سعر النفط في حدود 50 دولاراً للبرميل. في غضون ذلك، ثمّن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال لقائه في طهران أمس، سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، دور موسكو في مفاوضات إيران مع الدول الست المعنية بملفها النووي، معتبراً أن «تفعيل هذا الدور سيسرّع تسوية الملف والتوصل إلى اتفاق شامل». وأكد «ضرورة رفع مستوى التشاور وتبادل وجهات النظر بين إيران وروسيا، في شأن أهم التطورات في المنطقة والعالم». ونسبت الخارجية الإيرانية إلى ريابكوف قوله أن «العلاقات الودية بين طهرانوموسكو تحتّم علينا استخدام كل الإمكانات المتوافرة لتسوية الملف النووي في أسرع وقت»، معلناً استعداد بلاده ل «تعاون أوسع مع إيران إقليمياً ودولياً». في السياق ذاته، اعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني أن إبرام طهران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) اتفاقاً نهائياً «مرهون بوجود نظرة واقعية» لدى الطرف الآخر، و «ابتعاده من المتاجرة السياسية». وعشية لقائه ظريف في جنيف غداً، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن «الاجتماع هدفه تقويم الموقف أولاً، وتوجيه فريقينا ثانياً»، معرباً عن أمله بأن «يساهم في تسريع العملية لتحقيق تقدّم أكبر». وأضاف: «نحن في مرحلة حيث غالبية المسائل مُبلورة ومفهومة، وتقويمها مهم بالنسبة إليّ وإليه»، في إشارة إلى ظريف. وعشية لقاء ظريف – كيري الذي ستليه مفاوضات بين إيران والدول الست على مستوى مساعدي وزراء الخارجية، قدّم 20 نائباً إيرانياً 20 مسألة استراتيجية للوفد المفاوض، من أجل الالتزام بها، وتتضمّن رفض أية قيود على صنع أجهزة للطرد المركزي واستخدامها، ومعدات أخرى في تخصيب اليورانيوم. إلى ذلك، اعتبرت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامنتا باور أن هناك «فرصة معقولة» لإبرام اتفاق مع إيران ينسجم مع رؤية الولاياتالمتحدة، محذرة الكونغرس من أن تشديد العقوبات على طهران «سيقوّض في شكل دراماتيكي» جهود إقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي، و «ينهي في شكل شبه أكيد» المفاوضات معها. وتابعت: «إذا فعلنا ذلك الآن، فسنتحوّل من عزل إيران إلى احتمال عزل أنفسنا».