انشغلت حركة مجتمع السلم (حمس) الجزائرية، أمس، بتداعيات «الملاحقة القضائية» لزعيمها أبو جرة سلطاني في سويسرا بزعم تورطه في تعذيب تعرّض له أحد قياديي حزبه. وفي حين نفى بيان للحركة أن يكون سلطاني غادر الأراضي السويسرية «عبر الحدود البرية» خشية ملاحقته قضائياً بعد شيوع نبأ الدعوى ضده خلال مشاركته في مؤتمر إسلامي هناك، انشغل مقر الحزب في المرادية في أعالي العاصمة الجزائرية باستقبال وزراء وقادة في هيئات رسمية جاؤوا لمناقشة هذه القضية التي تشغل حيّزاً واسعاً من الاهتمام بين الجزائريين. وعلى رغم أن سلطاني، الوزير «الإخواني» السابق، ينفي المزاعم ضده، إلا أن القضية بدت هذه المرة مقلقة له ولقيادات حزبه وهو أكبر الأحزاب الإسلامية نفوذاً في الساحة السياسية الجزائرية في الوقت الراهن. وألغى أبو جرة، أمس، عدداً من النشاطات الرسمية وفضّل على ما يبدو إحاطة نفسه بعدد من الإطارات والمستشارين القانونيين للحزب. وتعتقد أوساط الحزب أن دعوى «المشاركة في التعذيب» التي رفعها المعارض الجزائري أنور مالك (إسمه الحقيقي نوار عبدالمالك) ضد أبو جرة سلطاني في سويسرا «ليست منتهية بعد». وعمّت حركة كثيفة أمس عب رطبقات الحزب الخمس في حي المرادية الراقي في أعالي العاصمة حيث طلب سلطاني من مكتبه تقليل استقبالاته باستثناء عدد من المقربين منه وبعض وزراء حزبه في حكومة الوزير الأول أحمد أويحيى. وقال قيادي في الحزب التقته «الحياة» أمس وطلب عدم كشف اسمه إن الحركة منشغلة فعلاً بالتأكد من صحة الدعوى التي أثارتها صحف محلية نقلاً عن هيئات حقوقية في سويسرا. وقال: «لقد درسنا الموضوع اليوم (أمس) ... لأنه إذا صحّت هذه الادعاءات فإن الحركة ستعمل جاهدة على وقف حصولها ... ورئيس الحركة بريء من هذه المزاعم تماماً». وتابع أن «جهات نافذة في الدولة اتصلت قبل قليل بسلطاني وعبّرت عن وقوفها إلى جانبه»، موضحاً أن «سفارة الجزائر في سويسرا تشتغل على تحضير ملف كامل عن حقيقة الدعوى، والتواصل مع السلطات السويسرية حولها». و كان أبو جرة سلطاني نفى مساء الإثنين أن يكون غادر الأراضي السويسرية «هارباً عبر الحدود البرية»، بعدما تردد أنه فر من ملاحقة قضائية أمام العدالة السويسرية بناء على شكوى «تعذيب» أودعها ضده المعارض الجزائري أنور مالك. ولم ينف سلطاني ولم يؤكد وجود الدعوى أصلاً، إذ اكتفى بالقول: «لم نسمع بالدعوى القضائية المزعومة إلا من الصحف الجزائرية». وذكر بيان للحركة: «طالعتنا الصحف الوطنية الصادرة الإثنين بخبر مفاده أن السيد أبو جرة سلطاني قد تعرض لمحاولة القبض عليه، وأنه يكون قد خرج من الأراضي السويسرية فاراً عن طريق فرنسا». وتابع موضحاً ما أسماه ب «الخلط»: «حركة مجتمع السلم تكذّب جملة وتفصيلاً وفي شكل قطعي كل ما تداولته هذه الصحف»، وأكد «أن سلطاني دخل الأراضي السويسرية يوم الخميس 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2009 بدعوة من رابطة مسلمي سويسرا وغادر السبت 17 من الشهر الجاري على الخطوط الجوية الجزائرية متوجهاً إلى مطار هواري بومدين». على صعيد اخر (رويترز) استخدمت الشرطة في العاصمة الجزائرية مدافع المياه أول من أمس الإثنين في محاولة لتفريق نحو مئة شاب يحتجون على ظروف السكن. وتشهد الجزائر وهي دولة منتجة للنفط والغاز وتعاني من ارتفاع معدلات البطالة ونقص المساكن، اندلاع اضطرابات اجتماعية من حين إلى آخر، ولكن حدوث ذلك أمر نادر في العاصمة التي تشهد تواجداً أمنياً شديداً. وشاهد محرر ل «رويترز» في حي ديار الشمس المحتجين يرشقون قوة من 400 رجل شرطة بالحجارة. واستخدم رجال شرطة مكافحة الشغب مدافع المياه وعربة مدرعة في محاولات فاشلة لتفريقهم.