تضاربت الأنباء يوم أمس حول عدد إصابات محتمل ب»انفلونزا الخنازير» بين طلاب مدرسة في المنطقة الشرقية. وبينما علمت «الحياة» نقلاً عن مصدر في إدارة التعليم أن مدرسة «مليجة» الثانوية والمتوسطة في محافظة النعيرية سجلت يوم أمس غياب 73 من أصل 202 طالب، بعد ثبوت إصابة سبعة طلاب بالمرض، اثنان منهم في العناية المركزة، في مستشفى الأمير سلطان بن عبد العزيز في مليجة، بالإضافة إلى الاشتباه بإصابة أكثر من 15 طالباً حتى الآن، أعلنت وزارة الصحة عن «ثبوت إصابة 47 حالة «مؤكدة» في جميع المراحل الدراسية في مناطق ومحافظات المملكة كافة، منها 17حالة اشتباه، لطلاب ظهرت عليهم أعراض المرض في فصول عدة بإحدى مدارس المنطقة الشرقية» . وأبلغت الوزارة في بيان لها ان «الجهات المختصة قامت بإجراءات العزل للطلاب المصابين المشتبه بهم، ومنحهم إجازة لمدة أسبوع»، وذلك «حفاظاً على صحة وسلامة الطلاب الآخرين، وتوخياً للحذر الذي تشدد عليه الخطة الوطنية للوقاية من مرض «أنفلونزا الخنازير» والإجراءات التنفيذية والعلمية التى تم الاتفاق عليها لمواجهة هذا المرض والوقاية منه في المدارس كافة». وأفادت مصادر «الحياة» ان إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، أوفدت أول من أمس أحد المسؤولين للوقوف على حال المدرسة، ومناقشة إغلاقها استناداً على القرارات الوزارية الصادرة بهذا الأمر، التي تفيد بضرورة «إغلاق المدرسة في حال وفاة أحد الطلاب أو دخول طالبين إلى غرفة العناية المركزة». وأبدى أولياء أمور الطلاب، منذ بداية الأسبوع، تخوفاً من ذهاب أبنائهم إلى المدرسة، لحين الوقوف على مدى خطورة الطلاب المصابين، فيما طالبوا بإغلاقها رسمياً، «مخافة تفشي المرض بشكل كبير في المنطقة كلها». وبعدد الاصابات الذي ذكرته المصادر، تكون متوسطة وثانوية «مليجة» حققت الحد الأدنى من النصاب المحدد لإغلاقها، بما يتماشى مع قرارات وزارة التربية والتعليم، التي أعلنتها قبيل العام الدراسي، في إطار حملتها لمكافحة المرض، ولم يمنع الخوف الذي انتاب الطلاب وذويهم من غير المشتبه بإصابتهم، وجود حالين متناقضتين لدى طلاب المدرسة، وهما «الحزن» على زملائهم المصابين و«الفرح» لإجازة تمتد أسبوعاً. ويرى مراقبون أن استمرار ظهور حالات إصابة جديدة في المدارس، من شأنه يعزز من الضغوط النفسية على أولياء الأمور بقبول لقاح «أنفلونزا الخنازير»، الذي يصطدم برفض تام منهم، بسبب التوجس من آثاره الجانبية على أبنائهم، متجاهلين في الوقت نفسه، تأكيد وزارة الصحة ب»أمان اللقاح»، ووجود خطة لمكافحة المرض». ويجسد موقف محمد إبراهيم رفض لقاح «الأنفلونزا»، المقرر تداوله في المدارس بعد أيام، إذ عجز عن إيجاد ورقة بيضاء، يسجل فيها اعتراضه على ان يتناوله ابنه، مستغرباً عدم إرسال إدارة المدرسة ورقة رسمية، كعادتها في طلب إحضار ولي أمر الطالب. وشاركت زوجته بحالة التوجس تلك، إذ وضعت بين يديه ورقة منزوعة من دفتر ابنه، وطلبت منه الكتابة من دون تردد، كلمة «لا» كبيرة وبين قوسين. وقالت له: «أولادنا ليسوا فئران تجارب». من جانبه، رفض المدير العام للتربية والتعليم الدكتور عبد الرحمن المديرس الحديث ل«الحياة» عن صحة الأمر، وأكد «أن الحديث من اختصاص مسؤولي الصحة المدرسية في إدارة التعليم في الرياض»، وقال: «الأمور بشكل عام مطمئنة، ولكن يمكن توجيه السؤال لمسؤولي الصحة المدرسية عن هذا الأمر تحديداً».