اسلام - رويترز - ادانت باكستان الهجوم الانتحاري الذي وقع في ايران امس الاحد ونفت تلميحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى تعاون باكستان مع المفجرين. واعلن التلفزيون الحكومي الايراني ان 42 شخصا قتلوا في الهجوم الانتحاري الذي وقع امس الاحد على الحرس الثوري في جنوب البلاد المضطرب، رافعا عدد القتلى من تقدير اعلن في وقت سابق وبلغ 35 . وذكرت ايضا محطة بريس التلفزيونية الناطقة بالانكليزية ان عشرات الاشخاص اصيبوا في الحادث وان الحرس الثوري توعد برد "ساحق" على هؤلاء الذين يقفون وراء الهجوم. واضافت ان قادة كبارا للحرس الثوري ومدنيين وزعماء قبائل كانوا من بين ضحايا ما وصف بانه واحد من ادمى مثل هذه الهجمات في ايران خلال السنوات الاخيرة. ويسلط الهجوم الذي وقع في اقليم سستان بلوخستان الضوء على تفاقم حالة عدم الاستقرار في منطقة جنوب شرق إيران المتاخمة لباكستانوافغانستان . ويعيش كثيرون من أبناء الأقلية السنية الايرانية في ذلك الاقليم الفقير الذي شهد تصعيدا في التفجيرات واعمال العنف الاخري. وذكرت وسائل الاعلام الحكومية ان جماعة سنية تطلق على نفسها اسم جند الله أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي اوقع اكبر عدد من القتلى في صفوف الحرس الثوري الإيراني في الأعوام الأخيرة. وأصيب ايضا 30 شخصا في الهجوم الذي وقع قبيل اجتماع مع شيوخ قبائل. كما نقل التلفزيون الإيراني عن مصادر مطلعة قولها إن بريطانيا ضالعة بشكل مباشر في هجوم اليوم الأحد "الإرهابي" على الحرس الثوري الإيراني الذي أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة. ويشهد اقليم سستان بلوخستان في جنوب شرق ايران اشتباكات متكررة بين قوات الأمن والمتمردين البلوخ السنة ومهربي المخدرات المسلحين. وتتهم جماعة جند الله الحكومة التي يقودها الشيعة بالتمييز ضد السنة في المنطقة وحملتها السلطات المسؤولية عن كثير من الهجمات التي وقعت في الاعوام الاخيرة وسقط فيها بعض القتلى. واتهم المسؤولون الايرانيونالولاياتالمتحدة وبريطانيا ايضا بالضلوع في الهجوم وهو اتهام رفضته واشنطن. وقال عبد الباسط المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية لصحيفة ديلي تايمز امس الاحد ان"باكستان لا تتورط في انشطة ارهابية... اننا نناضل لاستئصال هذا الخطر." ولم يتسن الاتصال بعبد الباسط للادلاء بتعليق اليوم الاثنين. وذكر مكتب رئيس الوزراء الباكستاني سيد يوسف جيلاني ان جيلاني ادان بشدة "العمل الارهابي المروع" الذي وقع في ايران. وايدت باكستان في الماضي جماعات سنية متشددة ولاسيما في افغانستان في الثمانينات عندما كانت تدعم قتال المتشددين لقوات الاحتلال السوفيتي. ودعمت باكستان ايضا متشددين يحاربون قوات الامن الهندية في منطقة كشمير المتنازع عليها. وتقول كل من الهند وافغانستان ان باكستان تحتفظ بعلاقات مع بعض الجماعات المتشددة. ونقلت وكالة انباء فارس الايرانية شبه الرسمية عن احمدي نجاد قوله ان عملاء امنيين في باكستان يتعاونون مع المتشددين يقفون وراء الهجوم الذي وقع امس الأحد. وقال احمدي نجاد دون ان يقدم تفاصيل "علمنا ان بعض عملاء الأمن في باكستان يتعاونون مع العناصر الرئيسية في هذا الحادث الارهابي... ونعتبر انه من حقنا ان نطالب بهؤلاء المجرمين". ودعا احمدي نجاد باكستان الى عدم اضاعة الوقت والتعاون مع ايران في اعتقال الجناة. والعلاقات بين ايرانوباكستان طيبة بوجه عام خلال السنوات الاخيرة وتتعاون الدولتان بشأن خطط لبناء خط انابيب للغاز الطبيعي. ولكن التلفزيون الرسمي الايراني قال ان ايران اتهمت في الماضي باكستان باستضافة اعضاء في جماعة جندالله السنية المتمردة. وتقول وسائل الاعلام الايرانية ان جند الله اعلنت مسؤوليتها عن هجوم امس الاحد. ويعتقد بعض المحللين ان جماعة جند الله تطورت من خلال تغيير تحالفاتها مع اطراف متعددة بينها طالبان وجهاز المخابرات الباكستاني الذي اعتبر الجماعة أداة يمكن استخدامها ضد ايران. وقال التلفزيون الحكومي إن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت ديبلوماسيا باكستانيا رفيعا في طهران قائلة إن هناك أدلة على أن "مرتكبي هذا الهجوم جاءوا إلى إيران من باكستان." وذكرت محطة برس الناطقة بالانكليزية إن المسؤول الباكستاني أكد لطهران أن بلاده ستتخذ كل التدابير من أجل تأمين حدودها مع إيران."