اطلعت «الحياة» في وقت سابق على آراء عدد من المثقفين وأعضاء مجلس «أدبي جدة» عن المشكلات التي تواجه النادي، فيما يتعلق بتمويل بعض الجوائز التي أطلقها في الأعوام الأخيرة، ومنها جائزتا «الدراسات النقدية والأدبية، والعواد للإبداع الشعري» مرتبطتان بنادي جدة الأدبي الثقافي، اللتان أُقرّتا من مجلس إدارة النادي السابقة، واللتان وصفهما عضو مجلس الإدارة نائب رئيس المجلس والمتحدث الرسمي عبدالإله جدع ب«أنهما ثابتتان ومستمرتان ضمن برامج وسياسات النادي ومجلس إدارته الحالي، ولن تتوقفا بسبب توقف ممول»، في إشارة إلى إيقاف تمويل الجائزتين أخيراً من قبل الممول الأديب أحمد باديب، وأضاف جدع في حديثه ل«الحياة» أن مجلس أمناء الجائزة في تشكيله الجديد باشر العمل في وضع تصوّره العام للدورة المقبلة، وأن أمين الجائزة محمد علي قدس «قام بصياغة مشروع جائزة جدة للدراسات الأدبية والنقدية في دورتها الحالية». وكشف جدع عن أن الممول باديب «اعتذر عن تمويل جائزة العواد بخطاب رسمي موجّه للنادي وأعرب فيه عن شكره لمجلس الإدارة على تعاونه»، موضحاً أنه أنشأ مركزاً جديداً للدراسات والاستشارات الإعلامية، وأنه «يُفضل أن يباشر المركز بنفسه إعلان جوائز تخدم المسيرة الأدبية والنقدية، وأنه لذلك يسحب دعمه عن جائزة العواد للإبداع الشعري»، وكان رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله السلمي صرّح حينها لوسائل الإعلام أن النادي يقدّر لباديب «وقفاته الإيجابية مع أدبي جدة» مؤكداً أن «جائزة العواد ستستمر وسيعلن النادي دورتها الجديدة قريباً، فإن كانت الإدارة السابقة أطلقتها، فالإدارة الحالية ستواصل استمرارها ونجاحها، وكذلك المجالس القادمة». وواصل دع حديثه عن آليات عمل النادي، وأنه «منفتح - كعادته - على الخيارات كافة، التي تدعم برامجه وأنشطته»، وأنهم في مجلس إدارته يعكفون حالياً على «درس خيارات وعروض وأفكار متعددة لدعم هذه الجائزة، التي تمثّل صورة واحدة من عدّة صور تَمكّن النادي من خلالها من عقد شراكات فاعلة مع القطاع الخاص بما يكفل حفظ كيانه ومكانته، ويحقق إشرافه وصدقيته والتزامه بمهماته ومسؤولياته خدمة للثقافة والمثقفين والمثقفات». مشيراً إلى أن تجارب النادي في الشراكات الفاعلة مع القطاع الخاصّ دلتْ على أن «التخصص وتوزيع الأعمال هو ما يُنجح الشراكة»، موضحاً أن «العمل الثقافي بأبعاده كافة، في كل تلك الشراكات موكولاً بحرية تامة للنادي، بينما تولى القطاع الخاص الجوانب الإدارية والمادية والتنظيمية»، وشدد على أنه «متى حاول أحد الطرفين أن يتدخل في عمل الطرف الآخر، فإن الشراكة تكون معرضة للفشل». وذكر أن التجارب الناجحة للنادي مع القطاع الخاص كثيرة - بحسب وصفه - وأنها «تُمثل إضافة إلى (جائزة العواد) منجزات يفتخر بها النادي، من أهمها مبادرة الإصدار الأول التي دشنها النادي بدعم كريم من مبادرات عبداللطيف جميل، ومشروع (جليس) الذي دشنه النادي بدعم كريم من مؤسسة الشربتلي»، وشكر لهاتين المؤسستين الوطنيتين دعمهما للحراك الثقافي، مؤكداً أنهم في أدبي جدة لا ينكرون فضل أو عطاء أحد، منهياً حديثه ل«الحياة» بقوله: «ما نحن إلا حلقة من سلسلة طويلة من العطاء الثقافي، نحاول أن نرتبط بمن قبلنا، وأن نربط بنا من بعدنا، خدمة للأدب والثقافة».