تبدأ اليوم في الجزائر سلسلة من المحاكمات لنحو 176 متهماً بالإرهاب معتقلين على ذمة 57 قضية، مع انطلاق دورة القضاء الجنائي في العاصمة الجزائرية، التي تشهد أيضاً للمرة الأولى البت في ملفات ستة مرحلين من معتقل غوانتنامو الأميركي، يمثل خمسة منهم أمام المحكمة. ويبلغ عدد القضايا المتهم فيها عناصر أو أنصار «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» أكثر من مئتي قضية. وأفاد مجلس قضاء العاصمة أنه «سيفصل نهائياً خلال هذه الدورة القضائية في 247 قضية، 57 منها متعلقة بالإرهاب (الانتماء إلى جماعات إرهابية أو تمويلها أو دعمها)، تتعلق أهمها بالاعتداءات بالمتفجرات التي استهدفت قصر الحكومة ومحافظة باب الزوار وخلفت أكثر من 80 ضحية». وقال مصدر قضائي ل «الحياة» أمس إن المجلس «رتب ليبدأ الاثنين (غداً) في محاكمة المتورطين في تفجير دلس في بومرداس (50 كلم شرق العاصمة) في أيلول (سبتمبر) 2007» الذي نفذه أصغر انتحاري (كان عمره 15 عاماً) في تاريخ الاعتداءات التي شهدتها الجزائر. وينظر القضاء كذلك في 11 قضية تتعلق بتهريب المخدرات خلال هذه الدورة التي تستمر حتى منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل. وللمرة الأولى ستجرى محاكمات علنية لمجموعة من المرحلين من غوانتنامو، وعددهم خمسة تحت الرقابة القضائية، متهمين ب «الانخراط في جماعة إرهابية تنشط في الخارج وتزوير وثائق». ويمثل 176 مشتبهاً ب «الإرهاب» موزعين على الملفات ال 57، منهم 80 في حال فرار سيحاكمون غيابياً إذا لم يسلموا أنفسهم قبل المحاكمة، كما سجل القضاء عشرات القضايا التي يرد فيها اسم «عبدالمالك دروكدال» زعيم الفرع المغاربي ل «القاعدة»، وهو يلاحق هذه المرة أساساً في ملفات تفجيرات باب الزوار و «تبييض أموال محصلة من سرقات»، و «خطف أثرياء في منطقة القبائل». ورصد قانونيون ارتفاعاً نسبياً في القضايا التي تنحصر الاتهامات فيها على الإشادة بالعمل المسلح وتمويله. وقال مصدر قضائي إن النيابة وجهت شبه «إنذار» إلى محامي الدفاع في بعض القضايا بأنها لن تقبل الإرجاء مجدداً، ومن هذه القضايا ملف اختطاف سياح ألمان وأوروبيين وتجارة أسلحة في العام 2003، بقيادة «عبدالرزاق البارا» الغائب عن قائمة المتهمين، إضافة إلى ملفات تفجيرات 11 نيسان (أبريل) التي استهدفت قصر الحكومة وباب الزوار. ورُفع رسمياً ملف محاولة تحويل طائرة عن طريق استعمال العنف والتهديد بالقيام بأعمال إرهابية والإشادة بها الذي ينظر إليه باعتباره أغرب قضايا الدورة. وتعود وقائعها إلى نيسان (أبريل) 2008، ويتهم فيها شخص في الخمسين من عمره تمكن من تخطي حاجز المراقبة في مطار العاصمة، وكان يلف جسده بألياف كهربائية ادعى أنها حزام ناسف وطالب بتحويل مسار الطائرة المتجهة إلى تندوف (1800 كلم جنوب غرب العاصمة)، نحو مدينة إسبانية، وعثرت أجهزة الأمن بعد إعتقاله على قصاصة «كتب فيها أنه عنصر من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي»، بحسب مصادر أمنية.