ما إن لمحه الجمهور في «لمحة حُب» حتى أحبه وبات ينتظر ظهوره ثانية على الشاشة، لكن بديع أبو شقرا لم يُكثِر من إطلالاته بل ركز على النوعية لا على الكمية مفضلاً أن يشتاق إليه الجمهور على أن يسأم منه. ابتداءً من الأربعاء المقبل، في 20 الشهر الجاري سيطل بديع أبو شقرا على شاشة تلفزيون المستقبل في مسلسل جديد من كتابة مروان نجار يحمل عنوان «مؤبد». هذا العمل، بحسب بديع، يروي قصة رجل سُجِن لفترة طويلة ويواجه بعد خروجه من السجن الحقيقة المرة وهي أنه سيعيش في سجن كبير: المجتمع، وعليه أن يناضل من أجل العمل والحب والطموح، وأن يحارب نظرة الناس واليأس والاستسلام... «حين يكتب مروان نجار شخصيةً ما يحض الممثل على الغوص إلى العمق كي يتمكن من تجسيدها في شكل يناسب رؤيته الكتابية لها». لا يؤمن بديع بأننا جميعنا نعيش في سجن كبير، معتبراً أن الإنسان هو مَن يصنع سجنه بنفسه، وهو قادر، إذا أراد، أن يفرض الأمور على المجتمع بدلاً من أن يفرض المجتمع الأمور عليه، «ولكن ذلك يتطلب جرأة وقوة وحرية وطموحاً وثورة... وعلى رغم ذلك أعتبر أن كل شخص مدعو للقيام بكل تلك الأمور خصوصاً في المجتمعات المغلقة التي تنقصها الحرية، وإلا فإن طموحه وإبداعه سيكونان محدودين ومكبلين». يؤكد أبو شقرا بأنه يعيش حراً في المجتمع، ولكن السؤال: ماذا كلفه ذلك؟ يجيب: «أنا فنان ديبلوماسي لذلك لا أنجرف إلى مواجهة عنيفة تدفعني إلى ضرب الآخرين بعرض الحائط أو إلى ضرب رأسي في الحائط، بل أسعى إلى عيش حرية من دون خلق نفور بيني وبين المجتمع، وفي النهاية سيعتاد الناس على طريقة عيش بعضهم وسيتقبلون بعضهم». البطولة الجماعية بالعودة إلى مسلسل «مؤبد» يقول بديع إن تاريخاً يربطه بالكاتب مروان نجار، «لم نكن دائماً متفقَين على الخط نفسه أو على الرؤية نفسها، ولكن حين يعمل المرء مع شخص يملك هدفاً كبيراً يسعى إلى بلوغه، ويملك حلماً سامياً يسعى إلى تحقيقه، يمكنه أن يطمئن ويكون مرتاح البال». تلعب باتريسيا نمور دور البطولة النسائية، ويضم المسلسل مجموعة كبيرة من الوجوه المعروفة. أبو شقرا يعتبر أن البطولة لا تكون للأفراد بل للمجموعة، ويصف باتريسيا بأنها ممثلة تتمتع بكل صفات «الممثلة» مؤكداً أنها لا تحتاج إلى شهادة منه على أدائها لأنها أثبتت نفسها في هذا المجال. «كان هناك تجانس كبير بيننا وقد ساعدت المخرجة ليليان بستاني على بلورته، فالهدوء الذي يظهر عليها يخفي ثورة كبيرة من الإحساس القادر على أن ينعكس صورةً صادقة على الشاشة». الى هذا ينهمك أبو شقرا حالياً بتصوير مسلسل جديد عنوانه «جود» وهو من إنتاج إيلي معلوف ومن كتابة فراس جبران وإخراج فادي إبراهيم. «قصة هذا المسلسل غريبة وغير مألوفة، فهي ليست عن قصة حب عادية أو بعض المشاكل الاجتماعية، بل تتحدث عن شخص يواجه مشاكل معينة لا يمكنني الكلام عليها الآن لأنها تشكل حبكة المسلسل ولا أريد أن أفضحها». يصف بديع المخرج فادي إبراهيم بأنه «شخص دمث يجيد التعامل مع الممثلين ومع بقية فريق العمل، انه يتحدث مع الممثلين ويديرهم كما كان يتمنى أن يتحدث معه المخرجون حين كان في موقع التمثيل». يتوقع أيضاً أن يشارك أبو شقرا في تصوير فيلم سينمائي من إخراج جورج الهاشم، ولكن تفاصيل هذا الفيلم غير واضحة بعد في شكل نهائي لذلك يفضل تأجيل إعلانها إلى وقت لاحق. أما عن مسلسل «شيء من القوة» الذي عُرض في شهر رمضان الفائت فيخبر بديع بأنه كان يعلق الآمال الكبيرة عليه وقد أتت النتيجة على قدر الآمال. «حين قرأت النص أدركت أن العمل سيكون ناجحاً، وقد دفعني ذلك للعودة إلى لبنان لتصويره، فخضت تجربة مميزة تعرفت خلالها إلى طريقة عمل إيلي معلوف الفريدة، وقدمت الجهد المطلوب من كل قلبي، تماماً كما فعل الجميع، كي ينجح العمل». عبارة «العودة إلى لبنان» لا بد من أن تستوقفنا للسؤال عن سبب عيش بديع أبو شقرا في كندا، ويجيب: «لقد أسست حياتي هناك وأنا مستقر في كندا حالياً، ووجودي في لبنان سببه العمل والتصوير، ولا أفكر في الوقت الراهن بالعودة النهائية إلى بيروت فما زال عندي الكثير من الطموحات التي أريد تحقيقها في كندا، وأمامي الكثير لأجربه وأنفذه وأعمله». هل يمكن أن نفهم أنه لا يؤمن بالدراما اللبنانية وبأنها غير قادرة على استيعاب طموحه؟ يؤكد أنه يؤمن بلبنان وبالفن في لبنان، «ولكننا ندرك جميعاً الصعوبات التي تواجهها الدراما في شكل خاص، وهي صعوبات إنتاجية بحتة إذ يجب أن تكون ثلاثة أضعاف ما هي عليه الآن! قليلون هم الذين يعرفون أن بديع أبو شقرا الممثل هو أيضاً شاعر وكاتب روائي وقد أصدر حتى اليوم عملين، الأول شعري عنوانه «الرجل الذي رقص»، والثاني روائي عنوانه «اعتزت الحياة في الرابعة». ويبدو أنه يخطط لإصدار رواية جديدة، «ولكن ليس قريباً لأن هذه الأعمال تتطلب وقتاً وجهداً وجواً خاصاً غير مؤمن حالياً». وهو الآن بصدد كتابة مسلسل عنوانه «الطابق السابع» عن قصة حقيقية.